الممارسة الآمنة للتأمل ..

سأذكر القاريء الكريم في هذا الجزء .. ببعض المعلومات التي تساعده في إجراء جلسة تمهيدية عن التأمل والتي تشتمل على بعض التدريبات التمهيدية البسيطة . وفي حالة إذا كان القاريء يرغب في تعلم التأمل بطريقة أكثر عمقاً ، يمكنه أن يلتحق بإحدى الدورات التدريبية التي تقدمها بعض الجهات المتخصصة في هذا المجال .

في بعض الأحيان .. وحتى خلال التركيز لفترات قصيرة قد تستغرق خمس دقائق فقط ، قد يشعر الفرد بالضيق والقلق ..!! وعادةً ما يرجع السبب في ذلك إلى عدم قدرة الفرد على التحكم في سيل الأفكار المندفع بداخل عقله .
وحينها يرجع الخيار اليه .. في تقرير ما إذا كان سيتابع عملية التأمل أم أنه لم يحن الوقت بعد للقيام بذلك .

وتتسم عمليات التأمل أيضاً بالقدرة على إظهار المشاعر المكبوتة بالطريقة نفسها التي تتبعها أساليب الاسترخاء . ولذا ، يجب على الشخص أن يكون قادراً على التعامل مع هذه المشاعر . وعلى العكس من ذلك ، فقد يشعر بعض الأشخاص بالكثير من الراحة عند خوض التأمل أكثر مما يشعرون بها في حالة تجربتهم لأساليب الاسترخاء الأخرى ..!!
ويعللون شعورهم ذلك بأن تدريبات التأمل تشغل العقل بالتفكير في شيء ما . بالإضافة إلى أنهم يفضلونها على مجرد الاستلقاء دون القيام بأي شيء .

فعلى سبيل المثال :
لم يستفد أحد الأشخاص مطلقاً من خلال إتباع أساليب الاسترخاء ، ولكنه وجد أنه من خلال تحديق النظر في شمعة يشعر بمزيد من الراحة والهدوء .

ومن الجدير بالذكر أيضاً ، أنه يمكن لعمليات التأمل أن تكون ذات تأثير قوي على بعض الأشخاص . فعلى سبيل المثال ، يستطيع القليل من الأشخاص التعمق في مرحلة التأمل لدرجة أن يتعرضوا لتجارب وإحساسات قوية ترتبط ببعض الأشياء .. مثل الألوان والمشاهد السابقة ، ووجود الأشخاص الآخرين .
الا انه من الصعب حدوث ذلك خلال خوض جلسات قصيرة من التأمل تمتد لمدة خمس دقائق .

وإن كان بعض الناس عندما يخوضون جلسات طويلة من التأمل بمفردهم ، يشعرون بتأثير هذه التجارب والخبرات عليهم . ولهذا ، فإذا كان تأثير هذه التجارب عليهم يسبب لهم إزعاجاً بدلاً من أن يدفعهم إلى التأمل ، فهم بذلك في حاجة إلى المساعدة .
ويمكن تلقي هذه المساعدة من المدربين المتمرسين في تدريس التأمل . وفي هذه المرحلة ، من المهم أن تتم الإشارة إلى أن أكثر ما يقلق المتأملين المبتدئين هو الرغبة الطاغية في النعاس في أثناء التأمل ..!!


النقاط الرئيسية للتأمل

وضع الجسم

يجب التأكيد هنا على ضرورة الحفاظ على الوضع المستقيم للعمود الفقري . ومثلما يحدث عند إتباع أساليب الاسترخاء ، عادةً ما تكون العينان مغلقتين . وإن كانت بعض المدارس المتخصصة في تدريس التأمل تفضل أن تكون العينان نصف مفتوحة مع تركيز النظر على الأرض . الشيء الذي يكون مفيداً بالنسبة للأشخاص الذي يميلون إلى النعاس في أثناء التأمل .

تركيز التفكير في شيء ما
يمكن أن يكون هذا الشيء شيئاً مادياً – شيء ملموس مثل الوردة – أو يكون شيئاً مجرداً – مبدأ

أو فكرة او غير ذلك ...

حالة العقل خلال التأمل

يشمل هذا الجزء القاعدة الأساسية لعمليات التأمل الناجحة . فالهدف هو التركيز .
أما في حالة وجود أية أفكار ترتبط بإجبار الفرد على التركيز والتأمل ، فهي بالتأكيد عكس ما يرجى تحقيقه من عمليات التأمل . لأنه .. وبعد مرور فترة قصيرة من الوقت ، سيتشتت تركيز العقل ويبتعد عن موضوع التركيز . وفي حالة حدوث هذه الحالة ، يجب على الفرد أن يكون ملاحظاً سلبياً لذلك . بمعنى آخر ، أن يلاحظ ما يدور في عقله دون التركيز فيه والانسياق له . ولذا ، ستتلاشى جميع الأفكار التي تسببت في تشتيت العقل من خلال انعدام الاهتمام بها . وبالتالي ، يكون الفرد قادراً على الرجوع مرة أخرى إلى موضوع التركيز . وفي أثناء ذلك ، يبدأ الفرد في توجيه انتباهه مرة أخرى للشيء ، ولكن دون عمل أي تحليل أو مقارنة أو نقد أو إصدار أي أحكام .

باختصار ، أن يكون واعياً بحدوث ذلك دون تدخل ؛ أي حالة من " الوعي الخالص " . ومن المهم ألا يشعر الفرد بالغضب من نفسه ، عندما يتشتت انتباهه . وذلك ، لأن الغضب من شأنه أن يزيد من حدة المشكلة . ولذا ، في حالة شعور الفرد بحدوث ذلك ، عليه أن يتخلص منه وأن يرجع إلى موضوع التركيز .
طرق مساعدة

يمكن تقديم الاقتراحات التالية للأشخاص بهدف إطلاعهم على ما يحاولون العمل على تحقيقه :

خصص مساحة كبيرة من العقل لخوض عملية التأمل .
فالعقل كالبحر تموج فيه الأفكار .
اشعر بالأمواج وهي تهدأ فتؤدي إلى سكون البحر وهدوئه . فالأفكار الموجودة في العقل مثلها مثل التموجات التي سريعاً ما تتلاشى .


أرح العقل . دع الأفكار تمر على عقلك مروراً عابراً ، دون أن تركز فيها .
تخلص من التوتر . فعقلك كالحيوان الضال . حاول برفق أن تعود بعقلك إلى المكان الذي تريده .
دع الأمور تسير في مسارها الطبيعي ؛ بسهولة ويسر ودون عناء . فقط كن على سجيتك .