رجْـــعُ القـــصـائـدِ في فـؤادِ المُـغْرمِ
يــُبـقـيـه رهــــنَ تــوجـُّـسٍٍ وتــوهـمِ

أنَّـــاتــهـا قـد أعــمــَلـتْ فــي روعِــهِ
طــعــنَ الرمــاحِ ورامـياتِ الأسـهـمِ

ما مــــادت الـكلــمــاتُ إلا خـــلــْتـــُهُ
يـــهــوي إلـــى وادٍ ســحـيـقٍ مُـظـلمِ

لــيــت الــقــصــيــدَ وقـد تـتـالَََى نـَقْرُه
ذاقَ الــــغـــرامَ بـــقـــلــبـــِهِ لا بالفَمِ

يـَـسـْتُجـلِـبُ الآهـاتِ منْ جـمـرالنوى
يــَـصـلـي بـهـا قـلـب العميدِ المُــرغَـمِ

مـــا ذنــبُ آيــــات الـبـيـان إذا جرى
دمـــعٌ هــتــونٌ مــن شـفـيـفٍ مُـفـْعَمِِ

دمـــع تــَـعــَـــوَّدَ أن يـــســـحَّ كــأنــهُ
ثـقـــبُ الــوكاءِ يـسُــحُّ في ثغـرٍ ظمي

مـــا حـــاجـــةُ العشــاقِ للّحن الشجيْ
إنّ الــــدمـــوعَ لــديــهِــمُ نهرٌ طَمِي

قـــل للــقــصـائـدِ هيْعَلَى لـحـنِِ العلى
تــُـزْكــيـــهِ من روحِ الشهـيــدِ المُلهِمِ

هــيـا اسـتـبـدِّي فـي ســواعــدِ عـامـلٍ
صــاغ الـنـشـيـد سـبـائـكـاً لـم تـنـظـمِ

ردِّي الــــى الـثـوارِ صــوتَ خـلـودهم
فــــوق الـمـعـالــي في السِّماك الاْعظم


إهـــدي الـى عـقـلِ الــمـفكـِّـرِ ســحـرَه
حـــتــى يـجـوبَ مـجـاهـــلاً لـم تـُعـلمِ


إســـتـــنــطـقـي نـونَ الـيـراعِ لــعـلـها
تـــــلـقــــَى عــلــيــمـاً قــاصداً للأعلمِ

كــــوني حــنـانَ الأمِّ فــي مـهـدِ الصِبا
يــمــشـي الـهـَويـْنَى في شرايـيـنِ الدمِ

إنْ تــمـسـحـي عَـرَقَ الــمـُجِـدِّ لــغــايةٍ
مُــدِّيــهِ مــن نـَبــعِ الـنـجـاحِ الأخْضَمِ

هـــلا رَحِــمـتِ وجـيـبَ قـلـبٍ عــاشــقٍ
غـــامـَــــتْ رُؤاهُ فــكـلـنا ذاك الـعـَمِي

+*+*+*+*++**+

يــــا شـــاعـــراً قـــدْ حَـــرَّكـتْ أوتارَهُ
مِــــنــحٌ تــجــيءُ مـن الـفـضاءِ المُبْهَمِ

تــُزْجــي رحيــقَ السحرِِ بين سطورِها
صــدقَ الـــشــعــورِ ونـشـوةَ المـترنِّمِ

جــنــيــة ٌمــن عـبـقـرٍ سـكَـبـَتْ عــلـى
خــمْـرٍِ الـقـصـيـدِ مـُعـتـّقـاً كـالـطــَلـسمِ

لــم تـُبـقِِ للــشــعـراءِ رشـفـةََ ظـامــئٍ
هــــلْ غـــادرَ الــشـعـراءُ من مــُتـردِّمِ

أُهــدي إلــيــهــا مــا نـَظـْمـتُ فـإنّ لي
نـَـبــضٌٌ مــن الـشُّــعــراءِ قــبل تكلّمي

الشِّــعــر لــيـس هــوايــةٌ عــنــدي ولا
هــو حِــرفـَـةٌ تـسـعـى لِـكـسـبِ الدرهمِ

كــلا ولا هُــــو رغــبــةٌٌ مـــجــنــونــةٌ
تــجــتــاحُ أحــلامــي تُــفََــجِّـر قُمْقُمِي

الشِّــعرُ عــنــدي أنـّـــةٌ مـــكتـــومـــةٌ
فــــي عـــيــنِ طـــفــلٍ دمعُها لم يفطمِ

وهــْــو الــحـنـيـنُ إذا جـرى دمعٌ على
خــدٍ أســيـــلٍ فـــي فــــراقٍ مـــؤلـــمٍ

الـــشِّــعـــرُ آمـــالٌ تـــراودُ أمَّـــتــــي
نــــــادت فـتـاهـا كــيْ يـقـولَ تـقـدمـي

يـــجــتـاحنـي لــمـَّـا أرى فــيــمــا أرى
خــوفَ الـقــويِّ مــن اللــحـاق بمــجرمِ

الشـِّـعــر عــنــوانُ الــفـضــائــلِ كـلـها
حــتــى الــهــوَى فــيـــه فضيلةُ مُحْرِمِ

يــنــتــابُـنـي شـــعـــري وقــلــبـي عـنـدهُ
مــا ضَـرَّ قـلــبــي عـِنْــده أن يـحـتـمــي