كوكبة رائعة من أهالي رفحاء ومعاصري التابلاين يتحدثون عن المرحلة الذهبية
التي عاشت فيها رفحاء مقارنة بمناطق المملكة الأخرى تلك الفترة
ولك أن تتخيل رفحاء قبل خمسين عاما وتوجد فيها رحلات إلى بيروت والظهران وتحليه وبث تلفزيوني وسينما وملاعب للقولف وبقية الرياضات الأخرى وصرف صحي وأمور كثيرة

سأقتطف لكم
من الاقتصاديه ومع الأخ عودة مهوس الذي يستحق الشكر على هذا العمل
.
.
.

الاســـم:	601298_186598.jpg
المشاهدات: 2560
الحجـــم:	73.3 كيلوبايت
إحدى طائرات ''أرامكو'' في منطقة الحدود الشمالية عام 1956م.




لم تكن بداية نشأة وتطور مدن الحدود الشمالية بداية عادية أو ضربا من ضروب الخيال، بل كانت تحولا عمليا نحو المستقبل مع ارتباط بحياة الماضي السحيق
وما تخللها من شظف عيش ومتاعب حياتية كونت في مجملها إنسان المنطقة.

وارتبطت نشأة الحدود الشمالية بخط التابلاين والشركات العاملة فيه، حيث أسهمت في توطين السكان،
وخلق فرص عمل، ودفع المستوى الاقتصادي والعلمي والاجتماعي إلى مراتب متقدمة.



ويقول محمد بن حماد الخمعلي الذي التحق بشركة '' التابلاين'' في الخمسينيات الميلادية في محطة التشغيل في رفحاء:''التابلاين''
أحدث نقلة كبيرة في مدن منطقة الحدود الشمالية من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فالمحطات الثلاث التي أنشأتها ''التابلاين'' سرعان ما تحولت
إلى مدن رفحاء وعرعر وطريف بعد سنوات قليلة ، كما شيدت شركة ''التابلاين'' مقار للأجهزة الحكومية في رفحاء وعرعر وطريف
كمبان للإمارة والشرطة والمحكمة الشرعية ومكتب البريد،
إضافة إلى مدارس للبنين والبنات وعملت على تأثيثها وتجهيزها.



سعد البادي يشير إلى صورة جوية لمدينة رفحاء قبل 40 عاماً.
كما شيّدت محطات للمياه والكهرباء في هذه المدن. وأدت هذه الأعمال التنموية التي قامت بها الشركة إلى استقطاب الكثير من المواطنين إلى هذه المدن والعمل فيها،
ويضيف الخمعلي أن الأجانب أسهموا في تشكيل بعض اهتمامات المجتمع الشمالي من خلال نقل خبراتهم التراكمية التي اكتسبوها في المجالات العلمية والرياضية والثقافية.

«الجولف» و«البلياردو» قبل 50 عاما


مباراة بلياردو في رفحاء قديماً
سليمان بن عثمان الشقحاء الذي التحق بشركة التابلاين في رفحاء عام 1954م والذي يعد من أبرز لاعبي ''الجولف'' و''البلياردو'' في الشمالية
يقول إن للشركة تأثيرا كبيرا للذين عملوا فيها، فالشركة علمتنا الدقة في العمل واحترام الوقت والتي للأسف الكثير من الموظفين في المؤسسات الحكومية يفتقدها اليوم،
ويضيف الشقحاء أنه بعد أن عمل في محطة رفحاء 20 عاما انتقل بعد ذلك للعمل في محطة عرعر
ويقول إن الشركة كانت تقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من مأكل ومشرب وخدمات طبية ووسائل الترفيه،
ويضيف الشقحاء أن الأجانب الذين كانوا يعملون في الشركة تعلمنا منهم الكثير سواء في النواحي العلمية أو الثقافية أو الرياضية،
ومن الألعاب التي تعلمناها قبل 50 عاما في مدن الشمال ولم تكن موجودة في أي من مدن المملكة الأخرى لعبتا ''الجولف'' و''البلياردو''،
ويقول كان هناك ناد للجولف في كل محطة من محطات التابلاين له رئيسه وأعضاء مجلس إدارة وكانت تقام مباريات في الجولف بين فرق تلك المحطات،
كما كانت هناك منافسات في البلياردو وتنس الطاولة وكرة القدم،
ويقول إن هناك مباريات على مستوى عال في الجولف تقام بين عدد من الأمريكان والأوروبيين من محترفي اللعبة في مدن الشمال،
ويعتبر الشقحاء الأيام التي قضاها في عمله في شركة التابلاين من أجمل أيام حياته، ويقول كانت هناك العلاقات حميمة بين موظفي الشركة من سعوديين وأجانب
وكانوا أسرة واحدة، ويشير الشقحاء إلى أن شركة التابلاين وبسرعة كبيرة نقلت مدن الشمال تنمويا وسبقت مدن كان إنشاؤها يسبقها بسنوات.


السينما في رفحاء سابقاً
ويقول سعد بن راجي البادي الذي التحق في الشركة ''التابلاين'' عام 1970م إن الشركة بعثته للدراسة في مدارس أرامكو في الظهران
لمدة سنتين ونصف لدراسة اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات والرسم الهندسي والميكانيكا والكهرباء،
ويضيف: ''بعد أن أنهيت الدراسة عملت في قسم الكهرباء في محطة التابلاين برفحاء،
وقامت الشركة بتأمين الكهرباء للمواطنين في رفحاء حيث خصصت محطات توزيع داخل المدينة لتزويد منازل المواطنين بالكهرباء،
ويقول إن من الخدمات التي قامت بها الشركة لمواطني المدينة إنشاء نقاط لتوزيع المياه في ثمانية مواقع في المدينة،
كما قامت الشركة بإنشاء شبكة مياه لإيصال المياه لمنزل كل مواطن وكان ذلك قبل 50 عاما،
ويضيف أن الشركة أنشأت وحدة للإطفاء وكذلك وحدات إغاثية لمساعدة مواطني المدينة في الأعمال التي تحتاج إلى ذلك.

ويضيف البادي أن الشركة كانت تقدم للمواطنين برامج توعوية وتثقيفية في ذلك الوقت،
حيث يجتمع أهالي المدينة في ساحة مدرسة البنين التي قامت ببنائها الشركة نهاية كل شهر ويتم عرض البرامج التي تتحدث عن الأمراض والأوبئة وكيفية الوقاية منها.

كما كانت الشركة تقوم بتجهيز المسرح المدرسي في مدرسة رفحاء لعرض العديد من المسرحيات الطلابية،
يقول إن الشركة أنشأت مخزنا كبيرا عبارة عن سوبرماركت يوجد فيه العديد من الأغذية والكماليات المستوردة من أوروبا وأمريكا
وكان يشتري منه موظفو الشركة والأهالي، ويقول إن الشركة كانت تقدم لهم وجبات الهمبرجر وأنواع المأكولات الغربية وكذا الآيس كريم والحلويات بأشكالها وأنواعها.


عدد من طالبات رفحاء في إحدى احتفاليات المدارس.
ويقول البادي إن من الخدمات التي قدمتها شركة التابلاين قبل 50 عاما لمدينة رفحاء وساكنيها خدمة الصرف الصحي
حيث أنشأت الصرف الصحي لبيوت المواطنين وموظفي الشركة والإدارات الحكومية والمدارس في ذلك الوقت والذي أغلب مدن المملكة لا تعرف الصرف الصحي.

فيما يشير سالم قريط الشلاقي إلى أنه التحق بشركة التابلاين عام 1974م كما درس في مدارس الظهران لدراسة العلوم الإدارية والصناعية،
ويقول: ''إن شركة التابلاين أوجدت السينما وكذا البث التلفزيوني، حيث كنت في محطة التابلاين في رفحاء أعمل على تشغيل ''السينما'' والبث التلفزيوني في المحطة،
حيث كانت تعرض في السينما التي يحضرها موظفو الشركة وعدد من الأهالي العديد من البرامج الثقافية والوثائقية والترفيهية،
وأفلام سينمائية كما كان يقدم التلفزيون العديد من البرامج والأفلام والبرامج الرياضية والأطفال،
ويضيف أن البرامج تأتي مجدولة بشكل أسبوعي من الشركة وكان البث يبدأ من الساعة 5 عصرا وينتهي في منتصف الليل،
ويشير إلى أن البث في بداياته في أوائل السبعينيات الميلادية وكان أبيض وأسود ثم بعد ذلك بسنوات قليلة أصبح البث ملونا.

بدوره تحدث ناصر مطلق الرويلي الذي عمل في الشركة في مدينة طريف 1962م فقال إن الشركة ساهمت بشكل كبير في توطين المواطنين من خلال إيجاد العديد من الخدمات،
ويقول إن الشركة حفرت الآبار وكانت تقدم الماء الحلو للمواطنين بالمجان كما كانت تقدم لهم الرعاية الصحية من خلال مستشفياتها المتواجدة في المحطات بالمجان
وعلى أعلى المستويات وتحولت طريف إلى مدينة بعد أن ساهمت الشركة في جذب المواطنين بالخدمات المقدمة،
وكان يتواجد في الشركة العديد من العاملين الأجانب إضافة إلى السعوديين الذين وفدوا من جميع مناطق المملكة بحثا عن العمل والخدمات التي تقدمها الشركة لهم.

وقال أحمد العرادي أحد الذين عاشوا في رفحاء أيام التابلاين ومن تأثروا بخدماتها إن والده هو أول مدير لمطار رفحاء،
حيث أنشئ مطار رفحاء في عام 1955م بمدرجين ترابيين وكان يستقبل طائرات الداكوتا DC3
حيث تقوم في ذلك الوقت الشركة بتسيير رحلات من رفحاء إلى بيروت والظهران وكذا بين محطاتها الأخرى،
كما أن الشركة تقوم بنقل المرضى من أهالي المدينة ومن العاملين في الشركة والذين يعانون حالات مرضية حرجة بواسطة الطائرات ''إخلاء طبي'' من رفحاء إلى بيروت للعلاج،
ويضيف العرادي أن الخطوط السعودية سيرت أول رحلة من مطار رفحاء إلى الرياض وكذلك رحلة واحدة من رفحاء إلى جدة عام 1962م.

ويضيف العرادي أن التابلاين لها دور في التعليم حيث قامت ببناء مدرسة للبنين والبنات في رفحاء،

أما ياسين بن محمد العلاوي أحد الذين عاصروا التابلاين في بداية إنشائه فيقول إن والده هو أول عمدة في رفحاء يقول إننا لم نعرف التلفون إلا عن طريق شركة التابلاين
وكانت الشركة تسمح للمواطنين الاتصال عن طريق سنترال الشركة،
ويضيف العلاوي أن الشركة كانت تقوم بتوزيع العديد من المجلات والصحف بشكل أسبوعي وشهري على موظفي الشركة والمواطنين
ومنها ''بيرو سكوب'' و''قافلة الزيت'' لتثقيف المواطنين وموظفي الشركة.

كما أن الشركة كانت تقدم الثلج والماء البارد للمواطنين مجانا، وكانت الخدمات الطبية التي تقدمها التابلاين على أعلى مستوى
حيث إن لكل مواطن ملفا خاصا لتتبع حالته وتقديم الرعاية الصحية له بشكل منظم،
وكان مستشفى عرعر هو المستشفى الرئيس للشركة في المنطقة الذي تجرى فيه العمليات الكبرى وكانت الشركة تقوم بنقل ورعاية المرضى بالمجان لجميع المواطنين دون استثناء.



http://www.aleqt.com/2011/11/25/article_601298.html