أخي العزيز ثاني
قبل أن يشرع المعجميون الاوائل بوضع مؤلفاتهم كعين الخليل ومخصص ابن سيده ومصباح الفيومي ولسان ابن منظور
كان الأمر مقتصرا على الرسائل
فهناك رسالة في الابل وأخرى في الخيل وثالثة في المطر
اما التأليف المعجمي بصورته الأبجدية فلم نعرفه في ثقافة أخرى غير العربية
فأحيانا تقول لنفسك ان الأمر شبيه برسالة كالرسائل التي خبرناها من قبل وربما سيشتدّ عودها وتصبح كتابا
ولكن لا شيء من هذا يحدث
قبل بعض الوقت زرت صديقا وأراني كتابا بحجم الكف وقال اقرأ، وشرعت أول الأمر بقراءة عنوانه، ثم صفحة الناشر، حيث يتم تثبيت الطبع ومكان النشر والتاريخ ونوع الكتاب ومؤلفه
وبعدهالا شيء، لا شيء سوى بياض الورق حتى اتى على الكتاب بتمامه
فقلت له ما الامر يا رجل، هل في الموضوع نكتة ثقيلة؟
قال: لا، اراد الكاتب تذكيرنا بما يمكن للفراغ أن يفعله وبحاجتنا أحيانا إلى تأمل البياض
قلت له: التأمل فعل داخليّ، على الرجل ان يشرع بنفسه، حتى يمتلأ ثم يمنحنا ثماره
لأن لا أحد ينحاز إلى الحصرم بوجود العنب.

شكرا لك أخي العزيز