اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد ثاني مشاهدة المشاركة
عبدالحق ..

لا أعتقد بأنك توافقني الرأي حتى وإن قلت ..
من اخطر الاحكام الحكم على النوايا لأنه من اختصاص الخالق
فالرسول صلوات الله عليه الذي اطلعه الله على بعض المغيبات قال امرت بالظاهر
و من اهم اسباب التطرف هو اصدار الاحكام على النوايا و حسب الظنون
اخطر الاحكام

قال الله تعالى ( وإن تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون )
و قال الله تعالى ( يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )
و قال سبحانه و تعالى ( و ما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن إن الظن لا يغني من الحق شيئا )
و قال سبحانه ( و ما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون )
و قال جل من قائل (يا ايها الذين آمنوا ان حاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
و قال صلى الله عليه و سلم ( إياكم و الظن فإن الظن اكذب الحديث )
و قال صلى الله عليه و سلم (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في جهنم )
و قال صلى الله عليه و سلم( و هل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم )

ان للكلام قيمة عظيمة في نظر الاسلام و لذلك كثير من الاحكام الاسلامية بنيت على الكلام مثل الدخول في الاسلام و الخروج منه و الزواج و الطلاق و الكذب و الغيبة والنميمة و البهتان و شهادة الزور و الاشاعات و النفاق
فبالكلام يخرج الانسان من الاسلام و بالكلام يدخل فيه
و بالكلام يتزوج الانسان و يبني اسرة و بالكلام يطلق و يهدم اسرة
و بالكلام يتم جمع شمل المجتمع و الامة و بالكلام يتم تمزيقهما
و الخطأ بحق فرد عادي هو خطأ فردي بينما الخطأ بحق شخصية قيادية في المجتمع هو خطأ بحق المجتمع
و الخطأ بحق شخصية او دولة قيادية على مستوى الامة هو خطأ بحق الامة
و اكثر من ارخص الكلام و استهان به في عصرنا الحاضر هي الانظمة الشعاراتية القمعية الاستبدادية
فيطلقون الشعارات الرنانة و الخطب النارية و الهتافات الحماسية و اعمالهم بعكس ذلك
من اجل صناعة رموز جوفاء لهم فتراهم يوزعون الاتهامات يمينا و شمالا و يصدرون اقسى الاحكام
فكل من خالفهم الرأي و لم يسير في ركابهم و لم يصفق لهم اما خائن او عميل او منبطح او رجعي او متآمر
و قد تربت اجيال على هذا الفكر
و هنا اود ان اركز على امر خطير يقوم به البعض عن قصد و لأهداف خبيثة ويقع فيه البعض عن غير قصد و بدافع الفضول او الحسد او الانانية ممن تأثروا بهذا الفكر
و هو اطلاق الاحكام الخطيرة المتطرفة مثل العمالة او الخيانة او التآمر أو الكفر و التعميم في ذلك
و المساواة بين الجميع في السوء و الفساد بغرض نزع الثقة من الشرفاء و الشخصيات و الدول القيادية في الامة
بناء على ظنون و كلام غير موثق و غير معروف مصدره و ربما يكون مصدره جهات معادية او حاقدة او حاسدة
و قد تقع هذه الاحكام المتطرفة على افضل الموجود في عصرنا الحاضر سواء افراد او شخصيات و دول قيادية
فيتم المساواة بين من يرتكب مجازر جماعية و يعتقل بعشرات الآلاف ويذيقهم شتى انواع التعذيب والإهانات
و بين من يجتهد فيخطا أو يصيب فيسجن البعض حرصا على امن الوطن و يعاملهم باحترام وإنسانية
و تكمن خطورة ذلك في القضاء على أي امل في نهضة الامة و توحدها و زيادة تمزيقها و اضعافها و قتل المروءة والفضيلة
و المشكلة ان هؤلاء يتحدثون عن كمال على وجه الارض و لو بحثت في حياتهم الخاصة تجد العجب العجاب
و يطلقون تلك الاحكام على النوايا و الامور المخفية الغيبية و هذا تعدي على حرمات الخالق سبحانه و تعالى فالله وحده يعلم النوايا و المغيبات و رغم ذلك فهو لا يحاسب عليها و لكنه يحاسب على الافعال و الاقوال
و احذر من جيش الكتروني تابع لإيران و اعوانها ينشط عبر المنتديات و المواقع الالكترونية و التواصل الاجتماعي يقوم بهذه المهمة الخبيثة بهدف نزع الثقة بيننا و زيادة فرقتنا و ضعفنا ليسهل السيطرة علينا و تمرير مخططاتهم الخبيثة
و تجارتهم المعروفة فلسطين و شماعتهم المألوفة امريكا اسرائيل .....
فارجوا من الغيورين على الدين و الامة و الاوطان و الحريصين على مستقبل امتنا و مصيرها و وحدة كلمتها ان يتصدوا لهذا الجيش او على الاقل ألا يقعوا ضحية له فينشروا ما يبثونه من اشعاعات مغرضة خبيثة هدامة
و خير دليل ما حصل مؤخرا بين السعودية و مصر بسبب اشاعات حول توقيف المحامي احمد الجيزاوي
فتلك الاشاعات مشكلة و المشكلة الأهم انها لم تجد من يتصدى لها من العقلاء و كبار رجال الدولة حتى تفاقمت الامور و وصلت الى ما وصلت اليه بعد ان كانت العلاقات السعودية المصرية توصف بالمميزة
الكاتب : عبد الحق صادق