المملكة ومؤشرات التقدم أو التخلف في ضوء الثوابت والمتغيرات :

إن التقدم كما يراه علماء الاجتماع هو تطور الحياة الفعلية للإنسان ، إنه تزايد قدرة الإنسان على التحكم في الطبيعة ، كما أنه يبني أنماطًا جديدة من الفكر والسلوك يتقبلها المجتمع ، ويرى فيها فرصة سانحة لتحقيق آماله في حياة أفضل ، وسواء كان هذا من الناحية الطبيعية المادية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية فإنه يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية من ناحية ، ثم توفير الرفاه من ناحية أخرى ، ثم ضمان استمرار الرقي من ناحية ثالثة .

أما التخلف فينشأ عن الفشل – أو القصور – في تبني مثل هذه الأنماط الجديدة من الفكر والسلوك التي من المفروض أن تقود المجتمع إلى وضع أفضل ، وينتج أيضًا من الجمود والتوقف عند نقاط بعينها قد لا تفيد المجتمع ، بل – طبقًا للتحركات والتغيرات الحادثة في مناطق أخرى من العالم – قد تضره ، كما أن التخلف أيضًا قصور في الإمكانات المادية والمعنوية والسياسية أو رأس المال المادي والبشري ، وهذا يؤدي بدوره إلى عدم إمكان توفير الخير الاجتماعي للمواطنين ، إنه الافتقار كذلك إلى الوسائل الكفيلة بالقضاء عليه ، وهو بهذا المعنى يتضمن عدم القدرة على ملاحقة الركب الحضاري التقدمي وسواء كان هذا لعدم القدرة على هذا أصلاً أو فقدان هذه القدرة بعد وجودها فعلاً .




جميل >>