http://abdulhaksadek.blogspot.com/20...g-post_30.html
إن السياسة السعودية معروفة بالهدوء و التأني و لديها مصادر عديدة إستخباراتية و دبلوماسية و غيرها للحصول على معلومات دقيقة قبل اتخاذ أي موقف و خاصة إذا كان هذا الموقف حساس و مصيري
و الحكومات تعرف و تطلع على أمور يجهلها عامة الناس و في السياسة ليس كل ما يعلم يقال
و من وجهة نظري الدافع لهذا الموقف الشجاع و التاريخي مع مصر نابع من رؤية شرعية و هو الحرص على استقرارها و حقن الدماء فيها و تجنيبها فتنة عمياء كانت ستذهب بمصر الى المجهول لا سمح الله
فإجماع أئمة السلف على وجوب طاعة الحاكم المتغلب
و العقود الماضية اثبتت أن السياسة السعودية هي انضج سياسة اسلامية و عربية و هي نابعة من رؤية عميقة و بعيدة و متوازنة للأحداث في المنطقة
و سوف ابين بالدليل صحة و توازن هذا الخطاب الهام
إن الذي عين السيسي هو مرسي فإذا كان السيسي كما تقولون عنه فهذا دليل على ان مرسي فاشل فكيف عين هكذا شخص في موقع حساس
و إذا كان السيسي كما وصفه مرسي بأنه وطني فهذا دليل على حسن اختيار مرسي و دليل أن موقف السيسي هو موقف وطني نابع من الحرص على مصر و شعبها
عندما انتفض الشعب ضد مبارك وقف الجيش معه و خلع مبارك و السعودية ودول الخليج وقفت مع خيار الشعب رغم أن مبارك صديق لهم
و كذلك اليوم عندما انتفض الشعب ضد مرسي وقف الجيش مع الشعب و خلع مرسي و وقفت السعودية و دول الخليج مع خيار الشعب
و الفارق بينهما أن مبارك و أنصاره خضعوا للأمر الواقع حرصا على مصر وحقن الدماء بينما مرسي و أنصاره يريدون ان يحرقوا مصر باسم الدين من أجل الكرسي
بالأصل فاز مرسي بزيادة واحد بالمائة و انخفضت شعبيته كثيرا نتيجة فشله في ادارة البلاد و لذلك انتفض الشعب ضده فالشعب الذي منحه الشرعية بناء على وعود قطعها هو الذي سحب الشرعية منه لأنه لم يف بوعوده
و أكبر دليل على ذلك حزب النور السلفي و شيوخ الازهر و شيوخ السلفية و أتباعهم انتخبوا مرسي و غيروا رأيهم فيه بعد ذلك
مشكلة الأمة أن العواطف هي التي تسيرها و على رأسهم الأخوان و الاسلاميون الثوريون فعلى سبيل المثال
عندما رفع حزب ايران شعار الاسلام و شعار العداء لأمريكا و اسرائيل و قام بحربه التي دمر فيها اللبنان
صفق له الاخوان و من على شاكلتهم و صنعوا من حسن نصر الله رمزا و بطلا قوميا
و عندما صرح الامير سعود الفيصل بأنه ضد هذا التهور الذي دمر اللبنان قالوا عنه خائن و عميل
و عندما حذر هيئة كبار العلماء في السعودية من الانجرار خلف حزب الله اتهموهم بشتى التهم أقلها علماء السلطان
و اليوم و بعد سبع سنوات اعترف شيخ الاخوان القرضاوي بصحة و بعد نظر هيئة كبار العلماء و الحكومة السعودية
يقولون بان السياسة السعودية و الخليجية ضبابية و منافقة
فعندما أعلنت السعودية و دول الخليج موقفها مع الانتفاضة السورية التي يشكل الاخوان و الاسلاميون الثوريون جزء كبير منها قالوا هذا خداع و نفاق و خوفا من الشعب
فلماذا كانت سياستهم واضحة وشفافة و صريحة في القضية المصرية بخصوص مرسي رغم انها تخالف الرأي العام السعودي و الخليجي
لماذا لم تظهر السعودية بخلاف ما تبطن و ذلك بان تدعم العسكر سرا و تصرح بأنها مع مرسي علنا خوفا من شعبها
و قالو بان السياسة السعودية و الخليجية تابعة للسياسة الامريكية و الغرب
و السؤال لماذا في قضية مصر اليوم موقفهم مختلف عنهم فموقف الغرب و أمريكا لا يزال متردد و هناك توتر في العلاقة مع أمريكا و احد اسبابه موقفها المتردد من مصر
عندما سئل صدام يرحمه الله اي رجل تخشاه قال سعود الفيصل
بمؤتمر صحفي جمع العالم معي في حربي ضد ايران
و بمؤتمر صحفي جمع العالم ضدي في حرب الكويت
لقد اثبتت السعودية بموقفها من القضية المصرية بان سياستها واضحة و شفافة و مستقلة و لا مواربة فيها و ريادية في المنطقة فقد خالفت بذلك موقف امريكا و الغرب و خالفت وجهة نظر شيوخ الأخوان و من خلفهم و لم تأبه بهم
عجبي ممن يعيش في دول الخليج و الغرب و يقولون بأنهم اعداء الاسلام و المسلمين
فكيف تعيشون في ظل حكومات تعادي الاسلام ؟؟
اشفق على هؤلاء كم يحملون من تناقض و اضطراب فكري و نفسي يؤرق حياتهم و نومهم و ينغص عيشهم و يخدعون أنفسهم بأن سبب ذلك حملهم لهموم الأمة
و سؤالي لهم :
هل انتم احرص على دين الله من علماء مصر و أزهرها الذين كنتم تشيدون بهم قبل خلع مرسي ؟؟؟
و هل أنتم احرص على مصر من جيشها الذي كنتم تقولون عنه خير أجناد الارض عندما خلع مبارك و رعى انتخابات اوصل مرسي لسدة الحكم ؟؟؟
و هل انتم اعلم بشؤون مصر من شعبها و علماءها ؟؟؟
و هل موقفكم و تحريضكم يزيد من اراقة الدماء ام يمنعها ؟؟؟
و هل موقفكم و تحريضكم يؤجج الفتنة ام يطفئها ؟؟؟
الذين يضعون الدماء التي تسيل تبريرا لموقفهم
اقول لهم هل موقفكم من الاخوان قبل إسالة الدماء مختلف عما هو عليه بعده
أم تضعون الدماء ذريعة لتبرير موقفكم اليست هذه هي تجارة الدماء و القضايا بعينها ؟؟؟
و لذلك اقول للغيورين على مصر و شعبها خذوا بموقف خادم الحرمين الشريفين فهو اعلم بما يجري و اعلم بالسياسة و دهاليزها و احرص منا على ايقاف سفك الدماء
و احذروا من كلام دعاة التحريض و الفتنة الذي يؤدي الى ضياع مصر و شعبها و هم في بيوتهم و بين عائلاتهم آمنون
فمن وجهة نظري الحكومة السعودية التزمت الصمت ازاء ما يجري في مصر لأنه شأن داخلي و لكن بعد وصول الامر الى مفترق طرق وجود مصر او ذهابها الى المجهول خرج خادم الحرمين الشريفين عن صمته و اعلن موقفه الصريح حرصا على مصر و شعبها
و السعودية تحكم بما انزل الله و خير من يطبق الاسلام في عصرنا الحاضر
و سؤالي لشيوخ الاخوان و اصحاب المشروع الاسلامي في العالم الاسلامي لماذا لا تضعون ايديكم في ايدي حكومة خادم الحرمين الشريفين و تعتبرونها رمزا و نموذجا لكم كما تضعون مرسي و أردوغان رمزا لكم و تطرحون عليها مشاريعكم التي تخدم الاسلام و المسلمين
الكاتب : عبدالحق صادق