آخر المشاركات

النتائج 1 إلى 6 من 6

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    مشرف

    همّام غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    8,012

    وتلحقني مجنَّدةٌ، وكَلْبٌ ... فيا لَلَّهِ، أيُّهما الحقيرُ؟!

    [poet font="Simplified Arabic,6,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="outset,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    رائعة من روائع الدكتور عبدالرحمن العشماوي

    رسالةٌ من سجينٍ عراقي
    شعر:عبد الرحمن صالح العشماوي



    سجينٌ عند أعدائي أسيرُ =جريحٌ، قلبيَ الشاكي كسيرُ
    سجينٌ، ليلُ مأساتي طويلٌ =وفجري ما له في السِّجْن نورُ
    سجينٌ، في فؤادي نارُ حزنٍ =وفيض الدمع من عيني غزيرُ
    يحاصرني من اللُّقَطَاءِ جيشٌ =وبئس الجيشُ ليس له ضميرُ
    وتلحقني مجنَّدةٌ، وكَلْبٌ =فيا لَلَّهِ، أيُّهما الحقيرُ؟!
    ويطعَنُ عفَّتي وَغْدٌ رماني =وفي عينيه شَرٌّ مستطيرُ
    كأنَّ دقيقةً في السجن دَهْرٌ =عليه من الأسى القاسي دُهورُ
    تُشَدُّ يدي إلى ظهري، وصدري =لضربِ سياطِهم هَدَفٌ مُثيرُ
    سجينٌ في العراق، ولستُ فيه =لأنَّ عراقَنا سجنٌ كبيرُ
    وما بغدادُ بغدادي، فإني =أراها لا تُجار ولا تُجيرُ
    مكبَّلةُ اليدين بشرِّ قيدٍ =وفي أجفانها انطفأ الحبورُ
    وفي فمها تعثَّر كلُّ قولٍ =فلم تنطقْ، وقد نطق الزَّفيرُ
    يتابعها العدوُّ بعين لصّ =يفيض البغيُ منها والفجورُ
    سجينٌ والمآسي شاهداتٌ =بأن عدوَّنا لصٌّ خطيرُ
    عدوٌّ سجنُه نارٌ تَلَظَّى =وحسبُك أنْ يقال: هو السعيرُ
    سجونٌ تنفر الأخلاقُ منها =ومعنى الظلم منها يستجيرُ
    أيا لُغَةَ الأسى أَتْقَنْتِ وصفي =وصوتُكِ في مخاطبتي جَهيرُ
    تداعي الآكلون على عظامي =وأمَّا اللحم فهو لهم فَطيرُ
    مضى صدَّامُ واجتمعتْ علينا =وحوشٌ ساقها الجيش المغيرُ
    وحوشُ الغَرْب ليس لها خلاقٌ =ولا دينٌ يَصُدُّ ولا شعورُ
    أأوصى بعضهم بعضاً، فهذا =ظَلُومٌ للعبادِ، وذا مُبيرُ؟
    وما ضَرْبُ السياطِ يُثير، لكنْ =إهانةُ آدَميَّتِنا تُثيرُ
    ولو أنَّا إلى الغرب انتمينا =لقام لنا من الغَرْبِ النَّصيرُ
    ولكنَّا إلى العَرَب انتسبنا =وحائطُهم لأعدائي قَصيرُ
    تجافَوا عن مبادئهم، فلمَّا =دعا الداعي، تمزَّقتِ الظهورُ
    كأني بالجهادِ بكى عليهم =خَوالفَ حينما نَفَر النَّفيرُ
    أتبقى أمتي تقتاتُ ممّا =تقرِّره الحمائمُ والصُّقورُ؟!
    وتنتظر انتخابات الأعادي =ليأتي بعد قيظهِمُ الهَجيرُ
    أتُغْصَبُ أرضُنا شِبْراً فشبراً =ويُطْلِقُ حرَّ صرختِه النَّذيرُ؟
    ويخنقنا دخانُ الحربِ حتى =تضيقَ به الحناجر والصدورُ
    وتبقى أمتي هدفاً قريباً =لمن يرمي السِّهامَ ومَنْ يُغيرُ
    سجينٌ في بلادي، والأعادي =لهم كَذِبٌ يُضلِّلُكم وزُورُ
    بكى جِسْرُ الرّصافةِ من أَنيني =وقد تبكي من الظلم الجسورُ
    وعكَّر ماءَ دِجْلَةَ دمعُ عيني =ونَزْفُ دمي، وبركانٌ يَفورُ
    أما في أمةِ الإسلام سَيْفٌ =يَخاف صليلَه الباغي الكَفُورُ؟!
    أما للّيل فيها من نهارٍ =تُغرِّد بابتسامته الطُّيورُ؟!
    بلى والله إنَّ الفجرَ آتٍ =لأنَّ الله للحقِّ النَّصيرُ
    [/poet]



    التعديل الأخير تم بواسطة همّام ; 23 May 2004 الساعة 01:05 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك