16- إن الذي أستأجر القاعدة الأمريكية في السعودية لحماية منابع النفط الذي هو محل أطماع كثير من القوى و على رأسها الاتحاد السوفياتي سابقاً و إيران هو الملك فيصل آل سعود يرحمه الله رمز الإخوان و العرب و المسلمين لأنه سلمهم مناصب قيادية في الدولة و دعمهم و أيدهم.
و إن الذي استغنى عن هذه القاعدة هو الملك عبد الله آل سعود لأنه رفض ضرب العراق منها عند احتلاله
و تم نقلها إلى قطر حليفة الإخوان و حبيبتهم و مأوى شيخهم الأكبر و التي تم ضرب العراق منها الذي يتباكى عليه الإخوان و من على شاكلتهم
و سؤالي كيف يصبح من أدخل هذه القاعدة رمز للإخوان و العرب و المسلمين التي هي سبب حقد و سخط الإخوان و من على شاكلتهم على حد زعمهم ؟؟؟
و كيف يكون من أخرج هذه القاعدة و أزال سبب حقدهم و سخطهم خائن و عميل و متآمر و معادي للإسلام ؟؟؟
و كيف تصبح قطر التي استقبلت هذه القاعدة التي تم ضرب العراق منها حليف و شريف و مقاوم في زمن التخاذل بنظر الإخوان و حماس و من على شاكلتهم ؟؟؟
ألا يدل ذلك أن الإخوان هم الذين يصنعون الرأي العام العربي و الاسلامي و أن لديهم قدرة كبيرة على قلب الحقائق و المفاهيم ؟؟؟
و المصيبة أن أغلب الشعوب تثق بهم بسبب لعبهم على العواطف الدينية فهم الأكثر أتباعاً و هنا مكمن الخطر
فمتى سيصحوا عقلاء الأمة من كتاب و مفكرين و داعاة و تربويين و مثقفين لهذا الخطر الكبير و هذا التلاعب بمصير الأمة و فكرها و ثقافتها.
17- شيوخ الإخوان و على رأسهم الشيخ القرضاوي أفتوا بجواز استعانة إخوان ليبيا و سوريا بقوات الناتو ضد نظام القذافي و الأسد و هذه حرب داخلية أهلية و ليست دولة اعتدت على دولة أخرى
و الشعوب العربية و الإسلامية هللت و باركت و صمتت و لم تتهمهم بالخيانة و لم يتحدثوا عن الولاء و البراء بما في ذلك تنظيم القاعدة الذي قاتل قوات القذافي بحماية طائرات الناتو و بالتنسيق معهم
بينما عندما استأجرت دول الخليج قوات الأمم المتحدة لتحرير الكويت صرخ شيوخ الإخوان و من على شاكلتهم و ثارت حميتهم و خونوا و بعضهم كفروا و تحدثوا عن الولاء و البراء و طعنوا بالشيخ بن باز و بهيئة كبار العلماء و رددت خلفهم الشعوب العربية و الاسلامية نفس الكلام و لا زالوا يرددون في كل شاردة و وادرة و هنا دولة علمانية ثورية بعثية كافرة حسب شرعتهم اعتدت على دولة إسلامية صغيرة ضعيفة لها باع طويل في العمل الخيري الإسلامي العالمي و الدعوة
ألا يدل ذلك أنهم اصحاب هوى و من أضل ممن اتبع هواه ؟؟؟
إلا يدل ذلك أن الإخوان يصنعون الرأي العربي و الإسلامي ؟؟؟
ألا يدل ذلك أن الشعوب العربية و الإسلامية تسيرها العواطف فتقاد دون تفكير و بتناقض صارخ ؟؟
ألا يدل ذلك أن أمتنا بحاجة ماسة لانتفاضة فكرية كبرى تطيح بفكر الإخوان و الأنظمة و التنظيمات الشعاراتية الثورية الاستبدادية ؟؟.
18-الإخوان يعتبرون أمريكا و الغرب العدو الأول للمسلمين و يثيرون أحقاد الشعوب عليهم و هذا أحد أهم أسباب صناعة التطرف و الإرهاب و يدعون أنهم على منهج الوسطية و ضد الإرهاب و هم يصنعونه.
و رؤيتهم هذه تتوافق مع رؤية الأنظمة و التنظيمات الثورية الاستبدادية الشعاراتية مثل النظام الإيراني و أتباعه
و يتحدثون عن المقاومة و أرض الرباط و الجهاد و البركة و فضائلها.
و في الواقع أغلب قادتهم تركوا هذه الأرض المباركة و ذهبوا ليعيشوا تحت سلطة أمريكا و الغرب و دول الخليج الخونة و المتىآمرين على الإسلام على حد زعمهم يتنعمون بخيراتهم و أمنهم و حريتهم و يجمعون التبرعات من دولهم و يثيرون الأحقاد عليهم .
فهل هذه من أخلاق الإسلام و سمات المسلم الحق الذي يأمر بالمروءة و الشكر و العرفان بالجميل و ينهى عن نكران المعروف ؟؟؟
ألا يدل ذلك على تناقض و تضليل و اضطراب فكري حاد و الغريب أنهم الأكثر أتباعاً و ثقة لدى الشعوب ؟؟!!
ألا يدل أن منهجهم متقارب مع منهج النظام الايراني و الاسدي و لذلك هم أقرب الحركات الإسلامية لإيران ؟؟!
فعجبي ممن يتحدث عن خطر الروافض و يتخذ من الإخوان رموز و يدافع عنهم !!!

إنني أثرت هذه التساؤلات و كشفت هذه التناقضات الفاخرة ليس من أجل الانتقاص منهم أو لأنني أكرههم أو أحقد عليهم فليس بيني و بينهم خلاف شخصي و لست منتمياً لأي حزب أنفاسهم .
و لكن لأنني أرى أن هذا الفكرهو خلف صناعة التطرف و الإرهاب و خلف معظم ما تعانيه أمتنا من أزمات و مشاكل و نكبات و فوضى و تخلف و دمار و دماء و ضحايا و تحلل و هو يسئ للإسلام و الدعوة الإسلامية و العمل الخيري الإسلامي و يشوه صورة المسلمين و ينفر من الإسلام
هدفي هدم منظومتهم الفكرية لأن الإخوان هم الذين يصنعون الرأي العام العربي و الاسلامي عن طريق دولهم الباطنية التي تنتشر في 80 دولة حول العالم وآلتهم الإعلامية الضخمة الخفية التي تفوق أكبر المؤسسات الإعلامية الإسلامية
فلديهم القدرة أن يصنعوا رمز للعرب و المسلمين ممن يقف معهم و يدعمهم و لو تجاوز جميع الخطوط الحمراء التي رسموها في عقول الأمة من علماني إلى علاقات مع إسرائيل و إيران إلى تحالف مع أمريكا .
و أن يصنعوا خائن و عميل و متآمر و متصهين و معادي للإسلام و لو كان حمامة المسجد و خادمه و من أشرف الناس وأكثرهم خدمة الاسلام و قضايا الامة .
و هذه القدرة و هذا الجهل في الأمة الذي يجعلها كقطيع يقاد يعتبر من أكبر المخاطر التي تهدد الأمة لأنها من أهم أسباب فرقتها و تمزقها و تخبطها و هي أكبر عقبة في سبيل وحدتها و تقاربها
فكيف ستتوحد عندما يتم قلب الحقائق و المفاهيم بهذه الجرأة و هذا التناقض الصارخ حسب الأهواء و المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة و عندما يقود الامة و يتحكم بفكرها من هذه صفاتهم و هذه امكانياتهم .
ألا يدل ذلك أن خطرهم كبير و أكبر مما نتصور على الاسلام و مستقبل الأمة فيستطيعون قلب الحقائق و بجرأة غريبة مستغلين جهل الأمة و اللعب على عواطفهم الدينية
فمتى سيصحوا عقلاء الأمة من كتاب و مفكرين و داعاة و تربويين و مثقفين لهذا الخطر الكبير و هذا التلاعب بمصير الأمة و فكرها و ثقافتها.