لكل انسان اهتمامات ، ولكل امرء مواهب ، وليس شرطا أن المرء إذا كان يحمل مبدأ معيّن فعليه أن يُـرى مبدؤه في جميع اهتماماته ومواهبه ، مشكلة البعض أنه يردك أن تكون وفق مبدؤه هو ، ولايريك إلا مايرى ، ولايهديك إلا سبيل الرشاد ، وهذا مبدأ فرعونيّ بغيض .

إذا كان الشخص لايهتم بموهبة معيّنة أو اهتمام معيّن ، فليس من حقّه أن يفرض هذا الأمر على كل من يعرف ، كما أنه ليس من حقّ من يهتم بموهبة معيّنة أن يفرض هذا الإهتمام على غيره ، البعض يرفض ويبغض موهبة معيّنة ولايميل إليها أبدا وهذا حقّه ، لكن المشكلة هو أن يحاول ويسعى بشتى الطرق والوسائل والسبل - التي ربما تكون بغيضة - لكي يفرض رأيه على غيره ، والأدهى من ذلك أن البعض يقوم بذلك بطريقة ثعلبية خبيثة - إن صحّ التعبير ، كأن يحتج أن هذا من باب النصيحة ، وتجد أنه يفتح لنفسه بابا واسعا وكل هذا وهو يوهم نفسه أن هذا من باب النصيحة ، فتجده ينصحك في البداية أن تترك هذه الموهبة بالسر ، ثم ينقلب إلى النصيحة علانية ، ثمّ يشهّر به على أنه في خطأ ، ثم في الأخير يفتح على نفسه بابا واسعا داخل مايسمّى بــ(الغيبة الجائزة) والتي وضع لها العلماء ضوابط وقيود ، وهذا كله فرض رأي على الإنسان المسلم ، ولو قلب المصطلح إلى النصيحة (1) .

ولكي أقرّب المسألة ، الذي جعلني أكتب هذا الموضوع ، هو رفض بعض الأخوة ومعارضتهم اهتمامي وحبّي للأنترنت ، لأنه لايوافق نفسيّاتهم ، وإن كانوا يتحجّجون ببعض الحجج ، مثل أنه مضيعة للوقت ، وليس بشيء أساسي في حياة المسلم ، وغيرها من الحجج العامّة ، والردّ عليهم بسيط وميسّر ، وهو أن الأنترنت حكمه على حسب استعماله إن استعمل في الحرام فهو حرام وإن استعمل في المباح فهو مباح وهكذا باقي الأحكام ، والأنترنت عالم يستطيع الإنسان أن يستخدمها وسيلة للدعوة على بصيرة كما هي حال العلماء ومواقعهم الرسميّة مثل موقع الإسلام اليوم www.islamtoday.net لفضيلة الشيخ سلمان العودة ، وموقع الإمام العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله رحمة واسعة - www.binbaz.org.sa ، وكذلك يستخدمها الإنسان المسلم الشاب للدفاع عن هذا الدين على حسب استطاعته ، كموقع الدفاع عن السنّة لمجموعة من الأخوة وهو موقع فضح - بجد - الرافضة وأهل البدع http://www.d-sunnah.net وهناك مواقع للتربية مثل موقع المربّي للشيخ العلامة محمد الدويّش http://www.almurabbi.com/ . من هذا يتبين أنه ليس كل من سمع أن فلان يدخل الأنترنت يعني أنه يدخل المواقع الخليعة والتافهة .

إلى أولئك ، ليس من حقّكم فرض رأيكم الفرعوني ، وليس من حقّنا فرض اهتماماتنا عليكم ، نحن نحبّ الأنترنت ، وهو عالم فسيح جميل صبيح ، إن تعجب منه فَـعَجب هو ، وإن تخالفني في إعجابي به :

فدعني ففي قلبي من الحبّ ثلمة\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
//////////////////////////عليها شهود من سهادي وأدمعي

أسأل الله أن يوفّقنا لما فيه صلاح حالنا وحسن مآلنا ، إنه ولينا لاإله إلا هو .

وصلى الله على الحبيب وسلّم .

__________________________________________
هامش :
(1) هنا ملاحظة حتى لايفهم الأخوة أني أعمم في كلامي ، وهو أني أقصد عدم فرض الرأي فيما يسوغ فيه الخلاف فيه فضلا عن المباح . بارك الله في الجميع .