قال الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
و قال تعالى ( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعف عن كثير )
و قال عز و جل ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً )
و قال سيدنا عمر رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )
إن أمتنا تعاني من ضعف و تخلف و فرقة و تنازع و أزمات كثيرة تؤرق أصحاب الضمير الحي
و أهم أسباب هذه الأزمات و المعاناة هو أنها تعاني من أزمة فكرية حادة أزمة أخلاق أزمة ضمير
و أهم أسباب الفرقة و التنازع و الخسائر و النكبات و الدمار و إراقة الدماء هو عدم الالتفاف حول مرجعية سياسية واعية معتدلة تحمل هم الأمة بالأفعال بعيداً عن الشعارات الرنانة التي ملت الأمة منها.
إذا بداية الطريق الصحيح للاصلاح و النهوض هو القيام بتغيير فكري كبيرعن طريق اعادة النظر في كل ما يتم تداوله من افكار و مفاهيم و معايير و تصحيح المنحرف منها باسلوب علمي و منطقي و تجلية الحقائق .
و بداية الطريق الصحيح للإتحاد و التقارب و الاستقرار و إنهاء الحروب و الاضطرابات في بلاد المسلمين هو البحث و الاهتداء للدولة المرجعية للأمة وفق معايير علمية منطقية و الالتفاف حولها و سوى ذلك الكلام عن الإتحاد مجرد كلام نظري و مضيعة للوقت .
فأمتنا بحاجة ماسة لانتفاضة فكرية كبرى تطيح بالفكر الذي نشأ في ظل الانظمة العلمانية العسكرية القمعية الاستبدادية و على رأسها الفكر الاستبدادي الثوري و عقدة المؤامرة و ثقافة نكران الجميل و الحقد على الآخرين التي غرستها تلك الانظمة لتبرير فشلها و رميه على الآخرين ظلماً و علواً .
فاذا لم يتغير الفكر الذي نشأ في ظل الانظمة القمعية الثورية فلن تتغير تلك الانظمة و لو سقطت فالانتفاضة الحقيقة هي لن تنتفض ضد فكر هذه الانظمة أولا .
و إنني أشعر بخطر كبير قادم و أن الأمة تسير نحو الهاوية و هي تمر بمرحلة شبيهة بمرحلة الحروب الصليبية في العصور الوسطى عصر الظلام بسبب التطرف الصليبي الذي دفعت ثمنه أوربا ملايين الضحايا و كان سبب تخلفهم .
فلو تمكن الأعداء و أصحاب الأهواء و المصالح الحزبية الضيقة - لا سمح الله – من هدم الحصن المتبقي من حصون الإسلام - بلاد الحرمين - و الذي استعصى عليهم طيلة الفترة الماضية و الذي تم إختراقه مؤخراً باسم الإسلام و الجهاد فستهوي الأمة في واد سحيق لا يعلم مداه إلا الله .
لأن الأمن الفكري هو اساس الامن و الاستقرار و أساس عملية الاصلاح و مكافحة الفساد المالي و الادراي و الأمن و الاستقرار هو اساس عملية التنمية و النهوض و التحرر .
و النتيجة و المحصلة لعملية التغيير الإيجابي هذه عزة و كرامة أمتنا التي تنشدها الشعوب العربية و الاسلامية
و إذا تخلص الإنسان من الاضطراب الفكري و تحلى بالايمان و الفكر السليم و العمل الإيجابي فإنه يشعر باستقرار فكري يعطيه طمأنينة و راحة و سعادة و شعور بالعزة و الكرامة
و هذا ما أقوم به و أدعوا له في جميع كتاباتي منذ 1429هجري وفق الرؤية و المحاور الأساسية للأهداف المبينة ادناه :

الرؤية :

حضارة اسلامية معاصرة مكتملة الاركان و البنيان تكون نموذجا حضاريا عالميا رائداً


المحاور الاساسية للاهداف :

المحور الاول :
طرح اهم المشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا و بيان أسبابها و كيفية معالجتها باسلوب جديد و بمرجعية ثقافية إسلامية و هي ضياع الهوية و التطرف و الطائفية و الانغلاق و الديكتاتورية و انعدام الثقة و العيش بدون هدف و الاستهانة بالوقت و غير ذلك و كتبت عدة مواضيع حول هذا المحور منها ( ام المشاكل و العقبة الكبرى و الفتح المبين - اهم مشكلاتنا - رفقا بقلوبكم ياشباب و يا فتيات - للشباب غير العاديين - العلاقة العاطفية قبل الزواج – من القلب لعشاق الرياضة – من القلب لرجال الاعمال - نداء هام جدا لتنظيم القاعدة - للاسلاميين الثوريين - للسنة و الشيعة - عقدة الاقلية و الشيعة - للاعلاميين و التربويين - للوافدين الى السعودية ودول الخليج – من القلب لأصحاب هذا الفكر – اخطر ما في المسلسلات – الاعلام الذي ضلل شعبه و الشعوب العربية – ايهما افضل في الادارة و السياسة المدح ام الذم – التفاؤل و التشاؤم دليل على النجاح و الفشل – من القلب لرواد هذا المنتدى – الديكتاتورية في المنتديات – اخطر صفة في الفكر الثوري – أمية فاقت الاكاديميين – من القلب للدعاة – اخطر الاحكام – الكلمة التي هي سر فوزنا في الدنيا و الآخرة – قضية فضيلة الشيخ العبيكان في الميزان – معنى استهداف عرض آل الشيخ – ايها المتحمسون اطمئنوا السعودية اكبر داعم للانتفاضة السورية ..........)

المحور الثاني :
مكافحة الفكر العلماني الثوري الاستبدادي الماركسي المتطرف الذي استورده النظام الناصري من روسيا فهو الاب الروحي لجميع الانظمة القمعية الثورية العسكرية.
و مكافحة الفكر الاسلامي الثوري الاستبدادي الاقصائي الذي تأثر بهذا الفكر لحد كبير و أول الحركات الاسلامية التي تبنت هذا الفكر هم الاخوان فهم الأب الروحي لجميع الحركات و التنظيمات الاسلامية المتطرفة
و من أخطر من تبنى هذا الفكر الحكومة الايرانية الصفوية المتطرفة لأنها أصبحت دولة و لذلك تتعاون مع الاخوان و القاعدة في سبيل تحقيق مشروعها الفارسي الصفوي الثوري التوسعي .
و أفضل طريقة لاجتثاث الفكر الهدام من جذوره هو كشف زيفهم و أباطيلهم و أساليبهم و صفاتهم بأسلوب علمي منطقي عقلاني و كشف حقيقة المشروع الايراني و من يتعاون معه من الانظمة و التنظيمات الشعاراتية سواء كانت قومية أو إسلامية مثل النظام الاسدي و حزب الله و الاخوان و القاعدة .
لأن هذا الفكرهو خلف أغلب المآسي التي تعاني منها امتنا اليوم
و الدليل على خطر هذا الفكر إنتفاضة بعض الشعوب العربية و إزاحة الأنظمة القمعية الثورية و للأسف أفسد هذه الانتفاضات أصحاب الفكر الإسلامي الثوري و على رأسهم الإخوان الذين اختطفوا انتفاضات الربيع العربي و حولوها إلى شتاء .
و كتبت عدة مواضيع حول هذا المحور منها:
( أسلوب الانظمة و التنظيمات الفاشلة - اخطر صفة في الفكر الثوري - الفكر الثوري الاستبدادي - للاسلاميين الثوريين - هل الرموز الجوفاء صناعة - مخدر و شماعة الانظمة الشعاراتية - الاضرار الخطيرة التي تسبب بها النظام السوري - اهمية الانتفاضة السورية - علاج فعال لمرضى نفخة النظام السوري – السياسة الخارجية للنظام السوري تناقض و تضليل – طريق الزعامة – الصحفي العجوز الذي كان وراء اغلب مآسينا – أهمية الانتفاضة السورية - المشروع الايراني الاخواني - نداء هام جدا لشيوخ القاعدة و الاخوان و السروريون - نداء هام جدا لتنظيم القاعدة - أصل التطرف - التناقض لدى شيوخ التحريض بخصوص سوريا ...)

المحور الثالث :
بيان التصور الاسلامي للحياة و الكون و الانسان و بعض المفاهيم و المعايير الصحيحة و المغلوطة و هذا يكون في بداية اغلب المواضيع بالاضافة الى المواضيع المستقلة التالية ( اجمل ما في الحياة - اجمل و اغلى ثوب - اقرب الطرق لبلوغ الهدف - الكلمة التي هي سر فوزنا في الدنيا و الاخرة - الحقيقة الكبرى - العز الحقيقي – لعشاق الحرية – عبادة من اعظم العبادات و هي مهجورة ....)

المحور الرابع :
السعي لجمع كلمة العرب و المسلمين على منهج الوسطية و الاعتدال بعيدا عن التطرف و التعصب المقيت و الشوفينية البغيضة
و لتحقيق ذلك بشكل عملي و فاعل و ليس مجرد كلام نظري لا بد أولا من السعي لتحقيق الوحدة الثقافية الفكرية و إشاعة ثقافة التعايش و قبول الرأي الآخر و إشاعة ثقافة الشكر و الاعتراف بالجميل و نبذ الاقصاء والاحقاد و الضغائن
و ثانيا البحث عن قائد و محور لهذا المشروع الهام و الحيوي و الضروري تلتف حوله الامة و تستفيد من تجربته و تاخذ بنصائحه لأنه شرط أساسي لنجاح أي مشروع هو اختيار مدير ناجح كفؤ له تجربة ناجحة معاصرة مشاهدة و ملموسة و ليست نظرية أو في التاريخ الماضي و فق معايير علمية منطقية عقلانية
و هذا القائد أصبح في عصرنا الحاضر دولة و مؤسسات و لم يعد فرد
و إنني اجتهدت و بحثت كثيراعن هذا المحورفوجدته متمثلا في السعودية للاسباب التالية :
لأنها تحكم بالكتاب و السنة و حافظت على هويتها الاسلامية و العربية و حافظت على هوية الامة الاسلامية من الانهيار كليا عن طريق إنشاء و دعم المؤسسات والمراكز الاسلامية العالمية فهي افضل الموجود عربيا واسلاميا
و لها تجربة ناجحة في التوحيد فقد تم توحيد القبائل المتناحرة في كيان واحد بعد أن كانت تسود الفوضى و هذا يحتاج لحكمة و فطنة
و لها تجربة ناجحة في توحيد الثقافة و نشر الوعي و العقيدة السليمة بعد أن كان يسود الجهل و الخرافات و البدع
و لها تجربة ناجحة في التطور و الانتقال للحضارة و المدنية الحديثة مع الحفاظ على الهوية فبعد أن كانت متخلفة على اقرانها بعقود أصبحت متقدمة عليهم بعقود
و لها تجربة إقتصادية ناجحة فأصبحت من ضمن الدول العشرين في قوة الاقتصاد على مستوى العالم
و لها تجربة سياسية ناجحة فأصبح لها ثقل سياسي عالمي لا يستهان به
و لأنها أكثر من يساعد المسلمين و يدعم قضاياهم
و بسبب مكانتها الدينية و التاريخية فهي تضم قبلة المسلمين و مقدساتهم
فهي تمثل نموذجا اسلاميا معاصرا جمع بين الاصالة و الحداثة و الاندماج في المجتمع الدولي
الدول العربية هي قلب العالم الاسلامي و دول الخليج العربي هي قلب العالم العربي و السعودية هي قلب دول الخليج العربي
و كنموذج للتضامن و التعاون و التقارب العربي الاسلامي هو تجربة مجلس تعاون دول الخليج العربي فهذا المجلس هو نواة الوحدة و التضامن العربي و الاسلامي يمكن البناء عليه و توسيعه
فعلى الذي ينتقد و يهدم ان يجهز البديل الصالح و الافضل و الا سوف يكون عمله عشوائي و لا فائدة منه
و لذلك كتبت عدد كبير من المقالات عنها دحضا للتهم و الشكوك التي تثار حولها و تجلية للحقيقة لأن تركيز الذم على افضل الموجود و الرموز له مخاطر كبيرة جدا و كتبت عدة مواضيع حول هذا المحور منها :
( الطريق الصحيح للكرامة العربية - المرجعية ضرورة ملحة – الوحدة الثقافية اولا – ضم الاردن و المغرب الى مجلس التعاون الخليجي مؤشرات و دلالات - عجبا امة تنكرت لاصلها - دعوة للانصاف - الدولة العربية الاكثر استقلالية - الدولة الاسلامية النموذج - الدولة الاسلامية غير العادية - وزارة عربية وصلت الى العالمية - اسئلة حيرتني فهل من مجيب - الاجابة على الاسئلة التي حيرتنا - أهمية التقارب السعودي السوري التركي – يرمون بفشلهم على السعودية – حلق القرآن الكريم و الشائعات حولها – الصحيح و الصريح حول طوفان الاربعاء بجدة – عرفت فانصفت ايها الرئيس اللبناني - دلالات أن خادم الحمرين الشريفين الأقوى إسلامياً و عربياً – مقالات عبدالحق صادق في الميزان – السعودية اليوم بالارقام و التواريخ – من القلب لدعاة التغيير الجذري – ميزان و معايير العلاقات الدولية – مقدساتنا في خطر – احق الاوطان بالوطنية – شهادة معروف الدواليبي في السعودية – أهم مشكلاتنا ......)

المحور الخامس :
تصحيح العلاقة العدائية مع الآخرين و العمل على نشر ثقافة السلام و الحوار و التعايش مع الآخر و التي هي من صلب ديننا الاسلامي الحنيف و البحث عن الطرق الصحيحة لاستعادة حقوقنا المغتصبة و كرامتنا المهدورة
لأن ثقافة الحقد و العدائية على أمريكا و الغرب التي غرستها الانظمة الثورية القمعية من أهم أسباب صنع التطرف و الإرهاب و تدمير بلاد المسلمين و إشاعة الفوضى فيها .
رموز الفكر الثوري الذي يمثله اليوم المحور الايراني الإخواني رسخوا في عقول الأمة قناعات أصبحت من المسلمات و الثوابت و الخطوط الحمراء في العقل الباطن لها و أصبحت بمثابة أصنام لا يجوز الاقتراب منها سوى الخضوع لها و كل من يقترب منها لغير ذلك فهو إما خائن أو عميل أو منافق بالإجماع و هي عدم جواز إنصاف و ذكر إيجابيات أمريكا و الغرب و دول الخليج و خاصة السعودية لأنهم متآمرون على الإسلام و أعداء الأمة و لذلك من الأهداف الاستراتيجية لكتاباتي تحطيم هذه الأصنام بقوة و شجاعة و ثبات و وضوح لكي أسهم بتخليص العقلية العربية من هذه القيود التي كبلتها و قادتها إلى ما نراه على أرض الواقع من مآسي و نكبات
و كتبت عدة مواضيع حول هذا المحور منها ( المستفيد من تدمير بلاد المسلمين ، أمريكا لا تعادي الإسلام و المسلمين بالأدلة ، هل قوات التحالف اهلا للثقة أم القاعدة و داعش ، هونا ما في الحقد على امريكا - الموقف المتوازن من أمريكا و الغرب - رؤية حول الصراع في المنطقة - الا يوجد في الاسلام سياسة - اي المواجهات صحيح – الكلمة التي هي سر فوزنا في الدنيا و الآخرة ....)

و في الختام اتمنى التفاعل الجاد مع هذه الطروحات بشكل هادف و بناء بعيدا عن الانتصار للنفس و التعصب للخصوصية
و ذلك بتصحيح الخطأ و إقرار الصواب بأسلوب حضاري راقي علمي منطقي معزز بالدليل و الحجة
فإن الفكر يفعل ما لا تفعله الاسلحة النووية و الجيوش الجرارة
فإذا تشكلت ارادة قوية و صدقت النوايا مع صحة المنهج و العمل الدؤوب
فاملي ان ينظر الله الى تلك الجهود نظرة رضا فيبارك فيها و يهبنا ما تقر به اعيننا و ما لا نتوقعه فالله اذا اعطى ادهش .

عبدالحق صادق