الإسلاميون الثوريون و على رأسهم الإخوان و القاعدة و داعش يقولون بأن أمريكا و الغرب العدو الأول للمسلمين و هذا يتطابق مع قول المحور الروسي الإيراني الأسدي و يخالف هدي الكتاب و السنة النبوية
فقد سميت سورة كاملة في القرآن الكريم باسم الروم و قال الله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)
و هناك أحاديث عديدة توصي بحسن التعامل مع أهل الكتاب حتى ان الإسلام أجاز الزواج منهم و الزواج من أهم و أقوى الروابط و الخصوصية فهي أم الاولاد و مربيتهم و يصبح أهلها جد الأولاد و أخوالهم و خالاتهم فكيف تكون هذه الزوجة عدوة و العلاقة بين الزوج و الزوجة علاقة مودة و رحمة كما وصفها الله و هل محبتها و مودتها من موالاة الكفار ؟؟؟!!!
و المسلمون مأمورين شرعاً بشكر الناس و لفظة الناس تشمل المسلم و الكافر و العدل و الإنصاف في القول و الأحكام و لو مع الخصوم و الأعداء فلو تبين أن الحق مع الكافر ضد خصمه المسلم فمن واجب المسلم ألا ينحاز و لو كان هذا المسلم من صحابة رسول الله و هذا ما فعله القاضي عندما تحاكم إليه سيدنا علي رضي الله عنه و اليهودي فحكم لليهودي ، بهذه الأخلاق وصل الإسلام وصل الإسلام إلى شتى بقاع المعمورة و بالتعصب المقيت للحزبية و اتباع الهوى عاد غريباً و طوبى للغرباء ، يقول الله تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ) . ويقول تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا { لا يشكر الله من لا يشكر الناس } إسناده صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي
و الرسول صلوات الله عليه أثنى على صفات الروم آخر الزمان و أمريكا من الروم
فهل تتهمونه بالصهينة و موالاة الكفار كما تتهمون اليوم من يثني على أمريكا لنصرتها المسلمين في بعض المواقف المعروفة للجميع أو على فتحها باب الدعوة الاسلامية و حرية ممارسة الشعائر الدينية و المعتقد و إنصافها و عدلها و اختراعاتها التي عمت البشرية و يدعو للتعايش معها و نبذ الأحقاد .
و هل من العقل و المنطق أن يكون روم آخر الزمان من صفاتهم هذه (الحلم و العطف على اليتيم و الضعيف ... ) التي وصفهم بها الرسول صلى الله عليه و سلم بهذا الإجرام و الفظاعة التي تصفونهم بها اليوم
بن لادن كان المطلوب الأول لأمريكا لأنه كان خلف ضرب الأبراج التي تمثل كبريائها و رغم ذلك عندما هاجموا منزله الذي يقيم فيه هاجموه بالسلاح الخفيف و لم يضربوه بصاروخ أو قذيفة دبابة لوجود أولاده و زوجاته فيه و قتلوه لوحده و أخلوا سبيل زوجاته و اولاده ، فلو كان أي نظام ثوري قمعي عربي ألا يدمر الحي الذي يسكن فيه على رؤوس الأطفال و النساء كما يفعل النظام الأسدي .
و لو كانت داعش أو القاعدة تهاجم أمريكياً يقيم بين المسلمين ألا يدمرون الحي الذي يسكن فيه بمفخخة و يهدمون البيوت على رؤوس الأطفال و النساء ، هم يفعلون ذلك مع أمريكان مدنيين أبرياء فما بالكم لو كان عسكريا أو قياديا
في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً )
و في حديث المستورد القرشي فقد قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة. وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة. و أوشكهم كرة بعد فرة. وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف. وخامسة حسنة وجميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك)

بعد اتخاذ الإخوان و من والاهم رموز ممن يحكم بالعلمانية المتطرفة و يدعو لها ممن يرخص للدعارة و البارات و الخمارات و شواطئ العراة و الأقنية الإباحية مثل أردوغان أصبح من المعيب و المقزز و المثير للاشمئزاز و الغثيان حديثهم عن خطر العلمانية و الليبرالية و السفور و المسلسات و اتهام من يحكم بما أنزل الله و يخالفهم الرأي بالعلمانية و الليبرالية و الكفر و النفاق .
بعد ثناء شيوخ الإخوان على الحكام الطغاة و بمن يحكم بالعلماينة المتطرفة أصبح من المعيب و المقزز و المثير للاشمئزاز و الغثيان اتهام من يعبر عن رأيه و بما يتوافق مع السياسة العامة للسعودية و دول الخليج بالجامية و النفاق و ماسحي الأحذية فهل يجوز لعق أحذية مرسي و أردوغان و الأسد و القذافي و ابن علي أم هذه شرف و عزة و كرامة و دفاع عن الإسلام ؟؟؟!!!.
بعد اتخاذ الإخوان رموز ممن يقيم تحالف عسكري مع أمريكا و يتعاون مع إسرائيل و إيران مثل مرسي و أردوغان أصبح من المعيب و المقزز و المثير للاشمئزاز و الغثيان الاتهام بالصهينة و العمالة لمن يقطع العلاقات مع إسرائيل و لمن يحارب التطرف و الإرهاب و لمجرد رأي يدعو إلى إنصاف أمريكا و الغرب و شكرهم المأمورين به شرعاً على اختراعاتهم و مواقفهم الإيجابية تجاه الإسلام و المسلمين و عدم التحريض عليهم لأن ذلك يدل على قلة مروءة و تنكر للمعروف التي نهى الاسلام عنها و خاصة من يتنعم بخيراتهم و حريتهم و أمنهم و يطعن في ظهورهم .
فهل يجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم لأنهم شعب الله المختار ؟؟؟!!!
و كيف يكون رمز لمن هو منهم و يتعاون معهم عسكريا يقيناً و خائن و عميل و متصهين لمن يقطع العلاقات مع إسرائيل و يقول مجرد رأي بضرورة تصحيح العلاقة مع الغرب و أمريكا و لمصلحة الإسلام و المسلمين ؟؟!!!!
ازدواجية معايير و تطفيف للميزان و هوى متبع مقزز و تلاعب بعقول الأمة خطير و جرأة على الحق غريبة و قلب للحقائق و تزوير للتاريخ في وضح النهار و تمزيق لصف الأمة مدمر و تجارة بالدين خسيسة و صناعة للإرهاب مخيفة و عشق للسلطة رهيب.
ثقافة الحقد و إشاعة الكراهية و التنكر للمعروف من أهم أسباب صنع الإرهاب و التطرف وهي ثقافة الأنظمة الثورية الاستبدادية ثقافة المحور الروسي الإيراني و هي بعيدة كل البعد عن ثقافتنا الإسلامية
لذلك أقترح على أمريكا و الغرب و دول الخليج إذا أرادوا أن يقضوا على الإرهاب أن يرحلوا أصحاب الفكر الإخواني من بلدانهم لعند الخليفة البغدادي لكي يتنعموا في ظل الخلافة الاسلامية التي يتغنون بها حتى يذوقوا و يعانوا ما تعانيه الشعوب و هم بين أولادهم آمنون في ظل الانظمة التي يتهمونها بالخيانة و محاربة الإسلام
و أطلب من شرعيي داعش إقامة حكم الله فيمن يترك أرض الرباط و الجهاد التي يحرضون الشباب اليافع الذهاب إليها و يقيم طواعية تحت سلطة الاحتلال الصليبي و من يحارب الإسلام و يتآمر عليه على حد زعمهم .

الغريب و الذي يقلقني رغم كل هذه التناقضات و الأفعال لا يزال الكثيرون يثقون بهم !!!
فمتى ستصحو الأمة و تنزع ثقتها بهؤلاء لقد دمروا ستة دول إسلامية فهل تريدون تدمير جميع بلاد المسلمين حتى تعرفوهم و تحذروا منهم و تنبذوهم و لا تتعاطفوا معهم ؟؟؟!!!
غرس المحور الروسي الايراني الاخواني أصناما في عقول الأمة هي خلف معظم ما تعانية من مآسي و نكبات و أزمات .
آليت على نفسي تحطيم هذه الأصنام ما حييت حتى أخلص الأمة من شرورها فأسأل الله أن يمدني بالقوة و الثبات و النصر حتى أحطمها جميعاً و هذا ما أقوم به في كتاباتي .

الكاتب : عبدالحق صادق