تقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة: كان الناس في أول الخلق على الفطرة السليمة ، يعبدون الله وحده ، ولا يشركون به أحداً ، فلمّا تفرقوا واختلفوا أرسل الله الرسل ليعيدوا الناس إلى جادة الصواب ، وينتشلوهم من الضلال ، ( كان النَّاس أمَّةً واحدةً فبعث الله النَّبِيِّينَ مبشرين ومنذرين ) [البقرة : 213] . أي : كان الناس أمّة واحدة على التوحيد والإيمان وعبادة الله فاختلفوا فأرسل الله النبيين مبشرين ومنذرين .
وقد كان كلُّ رسول يدعو قومه إلى الصراط المستقيم ، ويبينه لهم ويهديهم إليه ، وهذا أمر متفق عليه بين الرسل جميعاً ، ثم كُلُّ رسول يقوِّم الانحراف الحادث في عصره ومصره ، فالانحراف عن الصراط المستقيم لا يحصره ضابط وهو يتمثل في أشكال مختلفة ، وكلُّ رسول يُعنى بتقويم الانحراف الموجود في عصره ، فنوح أنكر على قومه عبادة الأصنام ، وكذلك إبراهيم ، وهود أنكر على قومه الاستعلاء في الأرض والتجبّر فيها ، وصالح أنكر عليهم الإفساد في الأرض واتباع المفسدين ، ولوط حارب جريمة اللواط التي استشرت في قومه ، وشعيب قاوم في قومه جريمة التطفيف في الميكال والميزان ، وهكذا ، فكل هذه الجرائم وغيرها التي ارتكبتها الأمم خروج عن الصراط المستقيم وانحراف عنه ، والرّسل يبينون هذا الصراط ويحاربون الخروج عليه بأيّ شكل من الأشكال كان .