الرياض - خالد العويد، حائل - عبدالكريم التميمي الطائف - أحمد الزهراني، الأحساء - صالح المحيسن

سيطرت مشاهد الازدحام والفوضى أمام وداخل الكثير من فروع البنوك لليوم الثالث على التوالي حيث يتوافد المزيد من المواطنين للاكتتاب في شركة اتحاد اتصالات في الوقت الذي نفذت فيه استمارات الاكتتاب من بعض البنوك.
وزاد من مشكلة الازدحام تقنين توزيع استمارات الاكتتاب على البنوك حيث يسلم لكل فرع عدد محدود لا يغطي الطلب عليها من العملاء اضافة إلى وجود عملاء يرغبون في استلام أكبر عدد من الاستمارات وتوزيعها على أفراد آخرين.
وأمام هذه المشاهد يتساءل البعض عن حضارية هذه الطريقة للاكتتاب ولماذا لم تتم بأسلوب حديث من خلال وسائل التقنية البنكية الأخرى بدلاً من هذه المشاهد والطوابير التي يرى البعض انها غير حضارية.
كما يتساءل البعض عن مصير استمارات الاكتتاب التي سبق ان وزعت وهل بالفعل تم الاكتتاب بها ولماذا لم يتم توفير كميات أكبر من الاستمارات تكون متاحة لمن يريدها حتى لا تحدث هذه المشاهد غير الحضارية.
ورصدت "الرياض" بعض تلك المشاهد في جولة ميدانية في بعض مدن المملكة، ففي الطائف شهدت فروع البنوك المحلية اقبالاً متزايداً من المواطنين الراغبين في الاكتتاب في شركة اتحاد الاتصالات الجديدة حيث اكتظت صالات البنوك بالمواطنين الذين يتوافدون على الأبواب قبل دوام البنك بأكثر من ساعتين وقد أدى التدافق أمام باب البنك الأهلي بالطائف إلى كسر الباب والتدافع للدخول قبل فتحه تماماً حينما شاهد المواطنون أحد الموظفين داخل البنك ظناً منهم ان الدوام قد بدأ في الفرع بينما من المعروف ان الموظفين يدخلون قبل بداية فتح الأبواب الرئيسية من مدخل خاص للموظفين.
يذكر ان الاقبال على هذا الاكتتاب من مختلف شرائح المجتمع ومستوياته باعتبار ان الحد الأدنى مبلغ قليل لا يتعدى خمسمائة ريال مما حدا ببعض الطلاب الاكتتاب من خلال مصروفهم الشخصي كما يؤكد ذلك بعضهم والبعض الآخر من مدخر بسيط لديه رغبة منهم في الحصول على الربح السريع والبعض يظن ان الاكتتاب في اليوم الأول له أفضلية في التخصص لذا يرى أهمية المبادرة رغم ان ذلك غير ممكن اما البعض فيقول ان سبب مبادرته في البداية حتى يمكنه الحصول على الاكتتاب واعطاؤه الأسهم التي يريدها حتى لا يقال له ان المبلغ تم تغطيته بالكامل ويحرم من الاكتتاب دون ان يدرك ان هناك مدة محددة يتم خلالها الاكتتاب سواء في أولها أو آخرها على حد سواء. أما البعض فيعتقد ان مطبوعات الاكتتاب "الاستمارات" سوف تنفذ فلهذا يبادر قبل نفاذها.. وغيرها من المبررات التي لا منطق لها سوى الهلع وعدم التنظيم.
ويؤكد مدير بنك الرياض بشبرا الأستاذ يوسف النفيعي ان عملية الاكتتاب فاقت كل التوقعات بل ونفذ الموظفون بالبنك عمليات اكتتاب للمواطنين أضعاف المتوقع بكثير مشيراً بأن الفرع جند أكثر من 70% من موظفيه لخدمة عملائه المكتتبين من المواطنين وتم تخصيص صالات خاصة للاكتتاب حتى تتم العملية بمرونة وراحة للعميل وأكد ان الاقبال مستمر سواء في الفترة المسائية أو الصباحية.
وفي حائل استمرت الطوابير الطويلة من المكتتبين حيث طالب الكثيرون منهم بتسليمهم استمارات الاكتتاب رغم محاولات الموظفين ابلاغهم بأن من شروط الاكتتاب هو وجود حسابات لهم في البنك الذي سيتم الاكتتاب من خلاله.
إلى ذلك وخلال الأيام الماضية اضطرت بعض البنوك إلى اقفال بوابات الدخول قبيل الموعد المحدد نظراً لكثرة المتواجدين في داخل مقارها بحيث يتم انهاء طلبات الموجودين قبل إغلاق البنك وانتهاء فترة الدوام الرسمي له.

منافسة غير معلنة بين البنوك لجذب المكتتبين في "اتحاد اتصالات"
دخلت عملية الاكتتاب في شركة اتحاد اتصالات منعطفا جديداً تمثل في التنافس الذي يتم في الخفاء بين البنوك لاستقطاب اكبر عدد من المكتتبين اليها، فقد اقدمت البنوك على تقديم سيولة بنكية (تسهيل بنكي) للعميل الذي يملك مبلغ مائة الف ريال وأكثر وتصل تلك التسهيلات الى عشرة اضعاف وهذا يعني ان الذي يملك مائة الف يعطى مليون ريال لعملية الاكتتاب في الاتصالات فقط! هذه الخطوة الجذابة والمسيلة للعاب اغرت البعض على الإقدام عليها بحثا عن مكاسب اعلى، في حين حذر البعض الآخر من مغبة الانجرار وراء اغراءات البنوك التي لا تنتهي والتي تهدف بالدرجة الأولى لتحقيق ارباح على حساب العملاء ملفتين النظر ومذكرين بأن البنوك تضمن حقوقها في جميع الأحوال، ففي حالة انهيار الأسعار للبنك الأحقية ان يبيع الأسهم التي في الأساس باسم العميل وذلك ليسترد حقوقه كاملة حتى وإن رفض العميل عملية البيع!
وفي سياق التنافس بين البنوك فقد بدأت البنوك في ارسال رسائل عبر اجهزة الجوال تحمل عبارات مثل (يسرنا استقبال طلبات اكتتابكم وتقديم افضل الخدمات..) هذا التنافس الذي اصبح جلياً بين البنوك والذي ظهر الى السطح مؤخراً جاء على خلفية الإقبال المنقطع النظير من قبل المواطنين بل وتهافتهم على المساهمة في شركة اتحاد اتصالات التي جاءت في وقت يشهد فيه سوق الأسهم بالمملكة ارقاماً قياسية بل وتاريخية ما يعني ان السوق مرشح لمزيد من الارتفاع ومن ثم تحقيق الأرباح.