خبير روسي العراق بعد الانتخابات: حرب أهلية وتمرد كردي وتهميش للسنة وسيطرة شيعية

--------------------------------------------------------------------------------

خبير روسي يرسم سيناريوهات المرحلة المقبلة في ضوء الديمقراطية الأمريكية
العراق بعد الانتخابات: حرب أهلية وتمرد كردي وتهميش للسنة وسيطرة شيعية

موسكو: أشرف الصباغ
قال رئيس معهد التقديرات الإستراتيجية بموسكو ألكسندر كونوفالوف إن هناك أملا على المستوى النظري بأن المجلس الوطني الذي سينتخب من قبل العراقيين أنفسهم سيحظى بثقة أكبر من القيادة المؤقتة التي نصبتها سلطات الاحتلال الأمريكية، ومن الممكن أن يسير الوضع تدريجيا نحو الاستقرار. وأعرب الخبير الروسي عن سخريته من الوضع المحيط بالانتخابات العراقية مشيرا إلى أنه بهذا الشكل سيتمكن الأمريكيون من العودة إلى وطنهم بسلام معتقدين أنهم جلبوا سعادة الديمقراطية لدولة أخرى من دول العالم. غير أنه أكد من جهة أخرى بأن الواقع يشير إلى عكس ذلك تماما، إذ إن لا أحد يؤمن بمثل "هذه النهاية السعيدة" بمن فيهم أكثر الأمريكيين تفاؤلا.
ووضع كونوفالوف 3 سيناريوهات لتطور الأحداث في العراق عقب إجراء الانتخابات، حيث رأى أن الشيعة بطبيعة الحال سيفوزون فيها لأنهم يشكلون الأغلبية. ويضم الشيعة أيضا جماعات إسلامية راديكالية تستند إلى دعم إيران. وبمساعدة الديمقراطية سيتشكل في العراق نظام راديكالي- ثيوقراطي معاد للولايات المتحدة وجميع الدول الديمقراطية. وبالتالي يمكن أن يحصل العالم على نسخة عراقية من نظام طالبان، ولكن في هذه المرة في بلاد غنية بالنفط والثروات الأخرى،وتقع في منطقة إستراتيجية مهمة من العالم، وهو ما يمكن بدوره أن يقود إلى محن وكوارث أخرى.
أما السيناريو الثاني فمن الممكن أن يرفض العراقيون الاعتراف بنتائج الانتخابات ليتحول الصراع على السلطة إلى مواجهات مسلحة تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية يشارك فيها الشيعة والسنة والأكراد، ويتدخل فيها طرفان خارجيان هما تركيا وإيران. إذ إن تركيا تتعامل بحساسية شديدة مع كل ما يجري في مناطق كردستان العراق. أما إيران فتدعم الشيعة تقليديا. وفي هذه الحالة يمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها.ويدور السيناريو الثالث حول قيام الولايات المتحدة بإجراء الانتخابات، وإعلانها عن إنجاز تاريخي بغض النظر عما ستؤول إليه الأحداث وسيخطط الأمريكيون للخروج من العراق معتقدين أنهم وهبوا الديمقراطية لبلد آخر. وفي هذه الحالة المفزعة سيتحول هذا البلد إلى فريسة سهلة للإرهاب الدولي، وستصبح بغداد عاصمة للقوى الإرهابية مما سيؤثر سلبيا على أوروبا، وروسيا، والولايات المتحدة.
وفي ضوء هذه السيناريوهات المتشائمة، أعرب كونوفالوف عن رأيه بأن واشنطن وضعت بسياستها غير المضبوطة والتي تتميز بالثقة المفرطة العالم كله أمام مهمة البحث عن مخرج من المأزق. وتساءل حول الدور الذي يجب أن تلعبه روسيا والدول الأوروبية في هذا المجال، مجيبا في الوقت نفسه بأن رد الفعل الأول والطبيعي لروسيا سيكون الوقوف جانبا، والتذكير بأنه حذرت في السابق وتجاهل الأمريكيون التحذيرات، وقرروا التصرف بمفردهم، وبالتالي عليهم أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم.
ورأى الخبير الروسي أنه لا يجوز السماح بتحول العراق إلى دولة للراديكاليين، كما لا يجوز ترك بغداد تتحول إلى عاصمة للإرهاب الدولي والعراق بثرواته الكبيرة إلى رأس جسر لنشاط الإرهابيين في العالم كله. وانتهى الخبير الروسي إلى أنه من الصعب التنبؤ في الوقت الحاضر بمستقبل العراق، ولكن يمكن القول بثقة إن الذين جاءوا إلى هذا البلد حاملين السلاح لبناء الديمقراطية قد وقعوا في فخ كبير. ولن يتمكن الأمريكيون من الخروج منه قبل أن تتشكل فيه سلطة شرعية معترف بها من قبل العراقيين أنفسهم.



هذا ماتوقعت حصوله بعد الانتخابات شاهد هذا الرابط
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=7373