[align=justify]تتوارد إلى أذهاننا أبياتاً نرددها دوماً ونستخدمها كأمثال للاستشهاد والاستدلال لمقتضى الحال ، وهذه الأبيات قد يكون خلفها قصة ، أو أنها جزء من قصيدة ..
والتراث الشعبي مليء بمثل هذه الأبيات التي صارت أمثلاً يتداولها الجميع ولا نعرف قصصها أو القصيدة التي يحويها هذا البيت ..
ومن هذا المنطلق أحببنا أن يكون لنا صفحة تنقل هذا التراث ، وتزيد معرفتنا ، وتثري معلوماتنا عن هذا المجال في الشعر النبطي ..
باختصار .. هي صفحة لنا جميعاً نبحث فيها عن المعلومة ، ونسطر فيها تلك الإبداعات في الشعر النبطي وتنتظر منّا جميعاً الإسهامات ..


[align=center]===========================[/align]
[align=center][poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اللي يبينا عيّت النفـس تبغيـه=واللي نبي عيا البخت لا يجيبـه[/poem][/align]

بيتٌ اشتهر عند الكثير من العامة ، وأصبح يردد لعمق المعنى فيه ولجزالة اللفظ ..
وهذا البيت هو جزء من قصيدة الشاعرة نورة بنت حوشان بن علي الرشيدي ، من قرية عين قنور الواقعة بين القصيم والدوادمي ،وقد توفيت في عام 1355 هجري.

اشتهرت الشاعرة نورة الحوشان بكرمها ، وطيب خلقها ، وعطفها على الفقراء والمساكين ، تزوجت عبود بن علي بن سويلم العازمي ، وأنجبت منه العديد من الأبناء ، وكانت تعيش مع زوجها في هناء وطيب معشر ..
حدث ذات يوم أن وقع بينهما خلاف أدى إلى طلاقها ، ولم ترجع إليه ..
تقدم إليها الكثير بطلب الزواج منها لما عرفوه عنها من أخلاق نبيلة وصفات حميدة ، وقد رفضتهم جميعاً ..
وفي يوم من الأيام مرت بطريق يمر على مزرعة زوجها ، وكان بصحتها أولادها ، و رأت زوجها ، فوقفت في أطراف المزرعة وذهب أولادها الصغار للسلام على أبيهم ، وهي تنتظرهم ..
تذكرت في هذه الأثناء تلك الأيام التي قضتها مع زوجها ، والسعادة التي كانت تعيشها ، وتذكرت من قام بخطبتها بعد طلاقها ، وقالت هذه الأبيات ، والتي أصبح آخر بيت فيها مثلاً دارجاً ومعروفاً وأصبح الجميع يردده ، لما فيه من المعاني الكبيرة قد يعجز الكثير من الشعراء الإتيان بمثله .

[align=center]وإليكم القصيدة [/align]
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا عين هلي صافي الدمع هليه=وإليا انتهى صافيه هاتي سريبه
يا عين شوفي زرع خلك وراعيه=شوفي معاويده وشوفـي قليبـه
منولٍ دايـم الـرايـة انماليـه=واليوم جيتهـم علينـا صعيبـه
وإن مرني بالدرب ماقدر أحاكيه=مصيبة يا كبرها مـن مصيبـة
(( اللي يبينا عيّت النفـس تبغيـه=واللي نبي عيا البخت لا يجيبـه )) [/poem]



[/align]


[align=center]===========================[/align]


[align=center]ابن ذيب :[/align]


[align=justify][poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الولد وإن طاب قالوا : من خوالـه=بالخوال يسـال قبـل الوالدينـي[/poem]

هذا البيت من قصيدة للشاعر راشد بن حسن بن الذيب العجمي رحمه الله .. وهو والد الشاعر القطري الكبير محمد بن راشد بن الذيب العجمي .

كان الشاعر راشد رجل مشهور بطيبه وحبة للمساعدة ، ويقال أنه كان موظف في شركة تنقيب تعمل لصالح ارامكو في ذلك الوقت وكانت وظيفته سائق " لوري " وهو نوع من الشاحنات القديمة .
وكان يتحين الفرص ليمر على أهله وجماعته ليساعدهم في نقل أمتعتهم على سيارته إذا هموا بالانتقال من مكان إلى آخر في الصحراء . ذاع له هذا الصيت بين الناس واشتهر بمساعدته وتقديم خدمة النقل .
وقيل أن الشركة أصدرت قراراً بمنع السائقين من القيام باستخدام المركبات لغير أغراض الشركة ، وفي يوم من الأيام طرح عليه احد زملاءه في العمل فكرة اخذ المال مقابل نقله الأمتعة للناس وحدث أن احتاج للمال وفي طريقه وجد عجوز تعد متاعها وخيمتها للرحيل فاستوقفته وهي لا تعرفه وطلبت منه نقل أمتعتها .
وبما أنها ليست من جماعته ولا تعرفه وهو محتاج للمال خطرت في باله فكرة زميله فقال للعجوز بثلاثة ريال
فقالت : " الآن يمر ابن الذيب ويشيلها .. "
حزت هذه الكلمة في خاطر ابن الذيب ، ولام نفسه كيف يساوم هذه المسكينة ويغير من طبعه الذي تعود عليه !!
فقال لها : أنا ابن الذيب ، وقام بنقل هذه العجوز ومتاعها دون مقابل .
وقال هذه القصيدة التي فيها من الحكمة الشيء الكثير .

[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قالها ابن الذيب من هاجوس بالـه=كلمةٍ يلعب بهـا والبـال زينـي
قالها يومـه طرالـه مـا طرالـه.=من هواجيسٍ تشيب المرضعينـي
غرّني بعض الرجال بكثـر مالـه=مادر ى إن الموت في حبل الوتيني
كيف ينفعني وبعض الناس خالـه=ما يدوم البيت كان الساس طينـي
واهني من باع حظّـه وإشترالـه=سار في درب النبي وأخزا اللعيني
موقفـه ماكـل رجّــالٍ ينـالـه=ومن بغا ممشـاه يقعـد مرّتينـي
(( حالفٍ ماخذ على الطرقي ريالـه=وبالثلاث محرّم إنها مـا تجينـي ))
لا لقيت اللي على السكّـه لحالـه=يلتفت ويقول : ويـن المستحينـي
أوقف الموتر حيا وأبغـا الجمالـه=يوم ولد اللاش وجهه مـا يلينـي
والطمع في كرّوة الرجلي رذالـه=خصّ به وإن جا مجال الغانمينـي
والردي في حالةٍ ماهيـب حالـه=يا عوينـه مـن كـلام الطيّبينـي
(( الولد وإن طاب قالوا : من خوالـه=بالخوال يسـال قبـل الوالدينـي ))
ما قعدنا فالعمـل نبغـا الرزالـه=ناخـذ العليـا طريـق الفايزينـي
أشرب الفنجـال وأكـب البيالـه=تـابـعٍ سلمـي سلـوم الأولينـي


[/poem]
[/align]