ايها السادة الكرام :

بعد السلام

وفائق الاحترام

اقول :

هذه أخبار جديدة

ومفيدة

وموثقة

عن التقويم الشامل

ربما ذهب بأكثركم الظن بأنني عنيت ( التقويم الشامل ) التابع لوزارة التربية والتعليم ......... كلا فما أعنيه هنا اكبر

خطرا ، وأعظم أثرا ، وأجدى عاقبة ، وأنفع في الدنيا والأخرى .

لست أقلل من أهمية التقويم المذكور ، ولكن هناك ما هو أولى بالتقويم الشامل ، انه نفسك التي بين جنبيك يا أيها السيد الكريم

وهو مايعبر عنه بـ ( محاسبة النفس ) .

نعم ان هذه النفس تتعب إذ هي تمخر عباب بحر الحياة ، وتصيبها الأدواء إذ هي تتعامل مع الخلق في دار الدنيا لضعف فيها

تارة ولضعف في الخلق تارة أخرى ، فإذا غفل الإنسان عنها في هذا الخضم جنحت به عن الطريق السوي ، وابتعدت به عن

دروب الفلاح ، وطافت به في أودية من الهلاك موحشة ، وسراديب من البوار مظلمة ، فإذا حياته أرض يباب ، ودور خراب .

أما إذا تعاهدها بالتقويم ، ومارس معها المحاسبة الدقيقة ، بطريقة غليظة وأخرى رقيقة كيما تستقيم له ، فإنه يظفر بها فيقودها

إلى المحامد ، ويأخذها إلى مواضع الكمال ، ويرتقي بها في مدارج الفلاح ، فإذا حياته حدائق ذات بهجة ، وأنهار صافية

تلذ للشاربين .

نعم ياسيدي الكريم إني كتبت لك من العبارات ألطفها ، ومن الجمل أجملها ، لتقتنع معي بأهمية هذا التقويم ، فتأخذ به نفسك

اليوم قبل الغد فإنه أهون عليك في الحساب غدا وبهذا نصحك الخليفة الأغر ، عمر حين قال :

( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض على الله " يومئذ تعرضون لاتخفى

منكم خافية " )

وقول الله أبلغ : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد )

يا سيدي الكريم أقبل على نفسك وروحك فهذبها وقومها وحاسبها فإن انما تعد انسانا بذلك :

ياخادم الجسم كم تســـــــعى لخدمته ......... اتعبتك نفسك فيما فيـه خسران

أقبل على النفس واستكمل فضائلها .......... فأنت بالروح لابالجسم انسان

وتقبلوا تحيات محبكم نفح الطيب