السلام عليكم جميعا

4
في مكان مغلق وعلاقاته محدودة بالمحيط الخارجي تنمو ظواهر غريبة جدا , واظنّها لا تجد مرتعا افضل لتخرج من القوة الى الفعل كما يقولون .. اي من امر كامن ضامر غير مأخوذ به الى امر يتبنّاه الكثيرون ويؤمنون به
وكان السحر احد هذه الظواهر ......

قرأت قبل ايام موضوعا لأحد الأخوة عن الألوسي وجاء فيه ان الألوسي ممن كانوا في مخيم رفحاء ..
لم يكن الألوسي في مخيم رفحاء , والألوسي معروف منذ زمن بعيد بكتاباته في دوريات تمنح مساحة لمثل هذه الممارسات , بيد انّ هناك من ادعى السحر في المخيم .. وسأحاول ان ابيّن بعضا من ذلك

مارس بعض السحرة امورا كالتحضير والتسخير وكتابة الأوفاق او المثلثات الطيعيّة وبعض انواع التنويم المغناطيسي الذي من شأنه ان يطلق العقل الباطن او الكامن للأنسان كما يُصطلح عليه ,
وكانت كتابة الأوفاق تشتمل على مايدعونه ( فك المربوط او المعقود وتسهيل الزيجات او الطلاق وانتهاء بما يسمّى عندهم بأرسال هاتف او قرين .... )

واكثر الأشخاص الذين مارسوا هذا النوع من الأعمال هم من النجف وكربلاء , ولقد حضرت مجلسا لأبي حيدر وهو من النجف ليتسنّى لي اكتشاف هذا الجانب من الأمور ولمعرفة مدى صدقهم , ورغم تردّدي لمرات عديدة عليه الاّ انه لم يفعل شيئا حقيقيا يؤكد صدق دعواه , وكان مجلسه يضجّ بالناس من كل حدب وصوب ,
وكان يتلقّى اموالا طائلة ازاء عمله
والحقيقة ان روّاد مجلسه لم يكونوا من العراقيين وحسب , بل وهناك مجموعة من الجنود الذين تطول مدد اقامتهم في رفحاء ويبتغون تسريع عودتهم الى ذويهم , فكان يكتب لهم كتابا ويقوم بتبخيره وطيّه ووضعه داخل قماش ,

وللحق اقول انني لم اشاهد منه شيئا ذا بال سوى انه كان قادرا على تحريك بعض الجمادات التي امامه , وهذه طاقة وهبها الله عزّ وجل للبعض وليس في الأمر علاقة بالسحر ابدا

.. اما الرجل الآخر فكان اسمه جابر وهو من كربلاء وكان يقوم بأفعال التنويم المغناطيسي اذ يقوم بتنويم شخص ما ويتمّ الأتفاق على كلمة للأستيقاظ فعندما يسمعها النائم يستيقظ من فوره
, وكان يمارسه بأتقان جلب له الكثير من الزبائن والمريدين
ولطالما نشب الخلاف بين اتباعهما , وتنتهي خلافاتهما بنزاع وعراك يتدخّل وجوه المخيم لحسمه

اما الكتب التي كانوا يأخذون منها ويعتمدون عليها فكانوا قد جلبوها معهم من العراق ومنها كتاب شمس المعارف الكبرى للبوني وغاية الحكيم للمجريطي وكتاب الأوفاق المنسوب للغزالي وبعض من كتب عبد الفتاح الطوخي ككتاب تسخير ملوك الجان ونهاية العمل في علم الرمل والسحر الأسود وسواها
والكتب مليئة بالأراجيف والكذب والبهتان اضافة الى انها تحفل بالمفردات العبرية والسريانية وخصوصا اسماء رؤوس طوائف الجنّ كما يزعمون

وسأحاول في المرة القادمة ان اتحدّث عما جرى في عملية تنويم كاملة اضافة الى انواع الخرز والأحجار وطريقة العودة الى العراق من خلال من يطلق عليهم ( الكعيبرية )

دمتم لمودّتي الصافية