بسم الله الرحمن الرحيم




هنالك خطأ كبير نقع فيه من خلال كتاباتنا وأحاديثنا في مجالسنا ومناقشتنا ، إنه مقابلة الآخر الذي يسيء إلينا أو يسيء إلى معتقداتنا وأخلاقنا وقيمنا بالهجوم الكلامي العنيف والتبرء منه وربما لعنه وشتمه وتفسيقه وتجريمه !!!! ولن ندرك قيمة هذا الخطأ إلا حينما نفكر في النتيجة التي يمكن أن نجنيها من خلال ذلك وهذا عيب في مجتمعاتنا وهو النفس القصير وردة الفعل الحاضرة الغير متأنية ............ سأضرب على هذا الكلام مثالين اثنين لعل بهما تتضح الفكرة .

1. أدرك تماماً أن ما يقوم به مسلسل طاش ماطاش خطأ كبير وفيه جناية واضحة على بعض الأخلاق والقيم وأدرك تماماً أن محاولته للإصلاح إنما هي هدم وتكسير لأنه يفتقد أدنى معاني التربية الصادقة ، ولكني أدركت وقتها أيضاً أن تلك الورقة المعلقة على جدار المساجد في التحذير من مسلسل طاش ماطاش من بعض مشائخنا حفظهم الله وسددهم إنما هي معالجة خاطئة من وجهة نظري المتواضعة بناء على تحليلي التالي :

أن النفس البشرية في أصل فطرتها تحب الخير وتقبل عليه وإذا مالت عن تلك الفطرة فإنمنا هي لأسباب إما لجهل أو ردة فعل ، وطاش ما طاش كان بداية إنحرافه بسبب الجهل الذي بمجرد المناقشة والمناصحة والدعم والتشجيع على الخير يمكن أن يرجع للطريق الصحيح ولكن ذلك الجهل تبعه ردة فعل لما وجده من المجتمع من كلام جارح وسباب وكذلك تحذير من هيئة كبار العلماء بينما هنالك قنوات روتانا ومجموعة mbc التي تبث مايهدم الأخلاق والقيم ليل نهار لم نجد من يحذر المسلمين من مشاهدتها بتعليق ورقة على المسجد !!!!! معذرة يا أخوان أنا أكن كل الأحترام والتقدير لعلمائنا ولن أبلغ مابلغوه من العلم والمنزلة عند الله ولكن العلماء غالباً ما يستمعون للناس من حولهم وللطلاب العلم الذين يتحمسون في وصف الأشياء وتصويرها بشكل مفزع ومخيف !!!
مسلسل طاش ما طاش أستغل من جهات أخرى ولذلك نجد كثير من الحلقات إنما هي تفريغ لأفكار علمانية وليبرالية وهذه نفطه تحسب لهم لأنهم يستغلون جميع الفرص المتاحة ، وأريد أن أسمع الأجابة من الجميع مالذي جنيناه من مهاجمة طاش ما طاش ؟

والذي نريد أن نستفيده من هذا الموقف ونتعلمه أن نحذر من مهاجمة الآخرين بل نستميلهم وننصحهم بالتي هي أحسن إعمالاً للآية الكريمة ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )



المثال الثاني الغرب :
له الحق في مهاجمتها ونشر مبادئه وقيمه وحضارته ونحن لنا الحق في نشر مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا ، وحينما يدنس القرآن الكريم كتاب ربنا سبحانه وتعالى ولعنة الله على من يدنسه فإن ردة الفعل يجد أن تكون إيجابية وقد تعلمنا أن النواح والبكاء والشتم والسب لا ينفع الذي ينفع هو فقط أن نبحث عن الداء لماذا دنس ؟ ثم نبحث عن الدواء وهو نشر هذا الدين وبيان معجزة هذه الأمة بتوسيع الإهتمام بكتاب ربنا سبحانه وتعالى وترجمة معانية وزيادة التمسك به وبتعاليمه وبالإمتثال بأوامره وبنواهيه وبالتالي نصل إلى النتيجة الصحيحة في ردة فعلنا . أما ما نشاهده من لعن وشتم وتواقيع تحمل الشتائم واللعان والسباب فهذا لايجدي


والحاصل أيها الأخوة والأخوات أن نتعلم دائماً أن نقابل أخطاء وتصرفات الآخرين بالتصرف الصحيح الذي نضمن نتيجته الصحيحة ونعمل النصوص القرآنية التي تدعوا إلى مقابلة المسيء بالإحسان والهدم بالبناء . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


أخوكم القنديل 9 رمضان 1428