أصبح من المألوف جدا أن ترى كهلا في الستين من عمره

يبحث عن موضات الساعة وصيحات الشباب المدوية في عالم

الزينة والاناقه .

وكذلك الأمر نفسه حين ذهابك إلى المجمعات التجارية حيث ترى

عددا من أصحاب الأربعينيات من العمر

يلهثون خلف بنات الزهور

مسابقين بذلك أقرانهم (فكريا) أصحاب العشرينيات

حيال أهداف تسمى ( بنشوة الشباب ) >>>>> ولا ادري أي شباب يرونه متمثلا بهم .

ولا تنصدم كذلك حين ترى أولئك المراهقين الشاذين خارج هذه البلاد

وهم يجوبون الملاهي والأندية الليلية ذهابا وإيابا .

إلى أخره من الأمور الشاذة التي أصبحت عنوانا عريضا لمراهقين شاذين

وخارجين عن الإطار الفطري .

إن هذه الصورة الكبيرة المشاهدة في مجتمعنا

دليل ساطع على وجود خلل في الأساس بلور

لنا مراهقين ( في الستين ) وهو ما يدق ناقوس الخطر

في مجتمع فقد بعض أصحابه ركائز لابد منها في التربية

واختلط كذلك في مؤثرات العصر التي هو بالتأكيد

عاجز عن مقاومتها لقسرها عليه

كونه يعيش في تخبطات واضحة .

ولقد اجمع غالبية المختصين في هذا المجال

إن الأسباب الكامنة خلف طفو هذه الظاهرة

هو افتقاد أولئك إلى ( حقهم ) في عيش حياتهم كما ينبغي

أثناء طفولتهم وفتوت شبابهم ومراهقتهم كذلك

مما أحسهم في الأخير إلى حاجتهم لممارسة تلك الأحاسيس ولكن

في وقت جدا متأخر وغير ملائم لهم بالبته .

فهنا تكون لنا رجعة مع بعض المربين الذين يريدوا أبنائهم

أن يكونوا رجالا في زمن الطفولة وهو ما جعلهم أخيرا ( أطفالا في زمن الرجولة ) .

وهنا نسترجع مقولة للعالم سفيان الثوري رحمه الله عندما قال عن تربية الطفل

( لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا )

فهنا أمر واضح باللعب والأدب والمصاحبة ولكن كل في أوانه

وليس خلط الأمور بعضها ببعض

دون أدنى بعد نظر حيال هذه السياسة الحديدية.

عودة إلى موضوعنا ....

فمراهقينا الشاذين هؤلاء كانوا بلا شك كبير ضحية لحرمانهم من مراهقتهم ( المشروعة )

من قبل أباء لا يبالوا سوى بتنفيذ أوامرهم التي يرجع أكثرها إلى عشرات السنين خلف ظهره .

وهو الخلل أيضا في الآباء أنفسهم

حيال تمسكهم بمبادئ أصبحت حاليا هشة لا يستطيع بها الطفل أن ينمو

كما يحق له

فربما خرج غير ملائم لوضعه الاجتماعي كثيرا

منها المراهقة المتاخره .

أخيرا نختصر الحديث بالعودة إلى قاعدة سفيان الثوري

والى إعطاء كل طفل حقه في العيش بما يناسب عمره

دون ظلم لأي فتره من فترات حياته على الأخرى .

وان نعي جميعا أهمية التكوينات الاجتماعية في حياة كل فرد

ومدى تأثيرها عليه مستقبلا

ومعرفة ما الذي يجب فعله وبأية طريقة مشروعه بعيدا عن التعسير والتنافر

والاستباق السني .

حتى نسلم بحول الله من مراهقين في العشرين والستين

( وحتى لا تغرق السفينة في محيطهم المراهق )