المجاملة سمة عظيمة من سماتنا
وأكاد أجزم أن أغلب علاقاتنا التي تتعلق بالآخرين تكون مبنية
على الأخت "مجاملة "
حتى سلومنا للأسف فيها الكثير من فيتامينات المجاملة
والتي ربما تحضر الكثير من
الضيق - الشكة - للضيف...


هذه الأيام أيام يبرد فيها الجو مما يشجعك على الخروج للبر
لذلك قمت أنا بإنشأ حزب في بيتنا يطالب بالخروج للبر
وعلقت كثير من الملصقات على الجدران
مثل "البر بريرة والزعل بالديرة "
وألقيت العديد من المحاضرات في بيتنا منها
"البر هو الحل الأمثل "
وعدة دعايات وإعلانات تجارية عرضت على
قناة بيتنا بالتعاون مع فايز المالكي وليلى عبدالعزيز الهلال
نص الإعلان
" هل تعبت من المذاكرة ..!!؟ (طق طع طرقط طع "هذي طبعا مؤثرات صوتية" )
هل تعبتٍ من أعمال المنزل الشاقة ..!!؟(طق طع طرقط طع ) (مؤثرات صوتية )
غيروا جو وخلونا نطلع للبر "(طق طع طرقط طع ) (هالمرة صوت النعلة وأمي تضربني)

وقمت برفع برقية عاجلة إلى أمي صاحبة النظام الديمقراطي " هو دكتاتوري بس عشاني الولد الصغير صار ديمقراطي "
برقية أنادي فيها للخروج للبر يوم الخميس القادم

وعاجلا جائني الجواب سوف يتم دراسة الموضوع في مجلس العائلة يوم الثلاثاء القادم
"مجلس العائلة مكون من أمي ونفسها "

في ليلة الثلاثاء كانت مباراة الهلال والقادسية والتي انتهت
بالتعادل للأسف مما جعل أمي تغضب غضبا شديدا
(سبق وأن قلت أمي عضوة شرف بالزعيم )
لم يجرؤ أحد منا أن يتكلم مع أمي أو يناقشها في الموضوع
وانتهت القضية وسكت الجميع .....وكأنه لم يكن هناك
لغط وهرج " تماما كالأحداث العربية والإسلامية يضج بها الناس
مقاطعات ومظاهرات ويومين وينتهي كل شيء"


يوم الخميس


أنا كنت خارج المنزل ونسيت قضية البر
فاتصل بي أحد أصحابي وهو ليس من رفحاء
- السلام عليكم بالله ابن الغابة وين بيت الشيخ فلان
- أنا : وعليكم السلام والله ياخي ما أدله إنت موجود برفحاء ..؟
- هو : إيه
راجعت الدستور ( سلومنا ) الذي أحفظه من صغري وحرصت العائلة جميعا
على أن أتقنه ربما أكثر من اتقاني للقرآن وعموم الدين
الدستور يقول " في هذه الحالة يجب أن تجامل الشخص وتعزمه على القهوة"
- أنا : لازم تتقهوا نبي نشوفك
- هو : والله ياخي معي خويايي
- أنا : لا مايصير تجي رفحاء وماتسير ..!!؟(طبعا الدستور يقول كذا )
- هو : طيب أبشر أشوف العيال وإذا خلصنا أرد لك ..

رجعت للبيت فصدمت بأن العائلة السعيدة قد جهزوا أغراضهم للخروج للبر
فقد صادف ذلك اليوم مولد أخي فاستجمع قواه وفتح الحديث مع أمي
فوافقت

لك أن تتخيل قمة القهر وهي تعلو وجهي
ولك أن تتخيل خيبة الأمل التي واجهتني
الهدف الذي سعيت لأجله وحوربت (بالحذاء) لأجله الآن يتحقق دون
أن أستمتع به !!!!!!
فكرت في طريقة لأتخلص من الرجل الذي (عزمته)
هل أقول له آسف أنا إنشغلت "لاتسير علي "
لكن هذه جريمة لاتغتفر بحق الدستور (السلوم)
ربما قاتلتني القبيلة لأجل هذا الجرم

خرجوا أهلي من أمام ناظري
ولقد قررت أن ألحق بهم بمجرد الانتهاء من صاحبي

بعد ساعتين تقريبا أتاني صاحبي
ورفض أن يدخل (يقلط ) لأنه مستعجلا
سلم علي ووقف معي
قرابة الدقيقتين وانصرف
لم يك في لقائنا أي شيء يدعو للقاء
فقط شلونك وعلومك ..؟
أمور كان بإمكانه أن ينهيها بالجوال ..
وأبشركم أني لحقت بأهلي

لكن أنا أصابني الضجر من سلومنا
التي تدور حول محور المجاملة
تمنيت أن ألقى الرجل الذي وضع سلومنا
لأقول له " مالا يطيب من القول "

قد يقول قائل هذا جائنا من الغابة
يسفه سلومنا ويقدح بعاداتنا ويذم تقاليدنا التي ورثناها كابرا عن كابر وأبا عن جد
أنا لا أقول هذا أبدا
ولكني أقول سلومنا فيها الكثير من المجاملات ..

كم مرة تقف عند رأس الرجل بالقهوة وتتصلب أقدامك وهو يشرب بكل برود
وربما لا يوجد بالمجلس سوى اثنين يعني بإمكانك أن تقهويهم وإنت جالس عندهم
لكن يقولون (الذين وضعوا السلوم ) هذا ليس فيه تقدير للرجل وقمة التقدير أن تقف
عند رأسه
ولكنه يوجد الكثير من الناس وقفنا لهم وهم أبغض عباد الله

وكم من رجل يزورك فتضطر أن تذبح له خروف بــ 1000 ريال مع الطبخ
وراتبك 2000 والمنزل إيجار
لكن تفعل ذلك لأن الدستور (السلوم ) تقر عليك ذلك (طيب الدجاج وش فيه ..!!؟)
والأدهى من ذلك يقوم من عندك ويسب التجار لأنه رفعوا الأسعار..

وكم من زواج لأحد أصدقائك الذي يعلم أنك لاتملك قيمة البنزين
ولكن تضطر أن تستدين لكي تعطيه العنية

وكم من مرة يأتيك ضيف ثقيل يجلس إلى وقت متأخر من الليل
حتى تدوخ ويداهمك النوم فلا تستطيع أن تقول له : اذهب أريد أن أنام
والجلوس عنده صعب
والأدهى من ذلك عندما يفرجها الله ويقوم تقول له : وين بدري خل نتعلل ..؟؟



وخذ من المجاملات الشيء الكثير
وإن غيرت شيء من تلك السلوم تكون مجرم تستحق سجن الكاتراز
وربما لو حرفت القرآن كان أهون (على الأقل تجد بعض الرافضة يأيدونك)
أقول ربما

مرة أخرى أنا لا أقدح بسلومنا ففيها الشيء الرائع
ولكن فيها ماهو مبني على المجاملة.

والعادة الطيبة مطلوبة والكرم غاية نبيلة
ولكن لكل شي حدود ولكل زمن ظروفه
ولكل شخص أيضا ظروفه..



(الله يستر من هالنقد بالدستور
وأتمنى إن الموضوع يكون سري للغاية
لا يدرون أهلي )

وإلى اللقاء بالحب والله يرعاكم


بريشة

ابن الغابة