الحقيقة ان التفرقة بين المقالين كان عذرا لي لبداية نقاش ونقد بناء .. وتوقعت ان يتم مناقشة موضوع المقال .. وترك التفرقة بينهما .. لانهما ببساطة .. الاول رأي والاخرى ردة فعل ؟
الاستاذ ابو حسام لم يتردد في اقحام عاطفته في موضوعه الذي طرحه حتى انه اعطاه مساحة أكبر هذه المرة .. كالعادة دس تساؤلات ترسم علامات الاستفهام والحيرة لدى الكثيرين .. البعض سيمتعض لانه المعني الاول .. والبعض سيبتعض لامتعاض المعني الاول .. والقله متردد .. والأكثرية ممن تملكتهم العواطف الجياشة سيرددون ما قاله أبو حسام .. ولكن يبقى ان علامات الاستفهام لم تغادر الساحة .
في عموده النحيل .. كان ابو حسام قاضيا ايضا ؟ لن أتدخل في مساءل القضاء وأحكامه ما دام الاخ نفح الطيب موجودا .. فهو يعلم الكثير عن القضاء وان الحكم يختلف باختلاف القضية حتى وان اتفقت الجنحة لاسباب عديدة اضعف الايمان ان قلنا منها تقدير القاضي .. وطبعا انا لن أتحدث عن مقال ابو طالب لانه ردة فعل على ابو حسام .. ( وعاوز يعمل شوية شوشرة )..
ابو حسام قال بانه ليس بصدد عقد المقارنات لأن النماذج كثيرة وتبعث على الحيرة .. وانا اقول انه لا وجه للمقارنات في قضايا شرعية .. ولا وجه للمقارنات في الاحكام المبنية عليها ..
نقولة ( ياما في الحبس مظاليم ) ترددت كثير في بلادنا العربية والاسلامية الا هذه الدوله ولله الحمد وذلك بفضل تحكيم شرع الله .. ومسألة الاختلاف في الاحكام هي من سماحة الاسلام .. اما مسألة (لو) فهذا باب وضرب من ظروب الاحكام والقوانين البشرية وبداية مشوار هجر الكتاب والسنة ..قال تعالى.. { ألم ترى إلى الذين يزعمون أنهم أمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به }.. فالطاغوت كل حكم سوى حكم الله ورسوله وكل مرجع سوى القرآن والسنة .
قال ابو حسام مؤيدا الرأي الذي يقول : عدم ترك الأحكام الشرعية لتقدير القضاة الشخصي .. غريبه ؟ اين الاستئناف المشروع للحصول على حكم في صالح المظلوم يرضى ويقتنع به .. لماذا اغفلناه .. والحمد لله هذا معمول به .
لماذا نغفل ..قوله النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا حكم الحاكم فأجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم وأجتهد ثم أخطأ فله أجر " .. حتى هذا الحديث من منظور آخر يقرر الاختلاف في الاحكام ..
اين نحن من الفوائد المستنبطة من قوله عليه الصلاة والسلام او كما يقول .." إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ترفعون قضاياكم إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته ممن بعض فأقضي على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار " .. سبحان الله ألهذه الدرجة تغفل بعض النصوص ..
هل وصلنا الى درجة اعمال العقول فيما هو مفروغ منه ؟ يا أبى حسام .. اعلم انك لم تقل هذا الكلام لكن الناس لن ترحمك .. فأنت اول من درق الباب والله أعلم من يفتحه لك ..
لن استفيض فأنا آخر من يتكلم في القضاء .. لكن امس سمعنا من ينادي بخلع الحجاب في مصر .. واليوم نسمع بمراجعت الأأحكام الشرعية وتقنينها ان صح التعبير او بمعنى آخر ( 1+ 1 = 2 ) ..
هذا مجرد رأي بسيط .. واعذروا خلطي لبعض الامور .. لاني اعلم ان البعض لن يفهم ما أقصده الا بشق الانفس
دمتم بوافر الصفاء والود ..
مواقع النشر (المفضلة)