[align=right]أقف متواضعًا أمام كتاب رائع ، كان أول ماقرأته كما قد قيدته في تلك الطبعة 17/7/1424هـ ، قرأته بطبعته الثانية ، وكان قد طبع في أول مرّة عام 1416هـ ، وطبعته الثانية عام 1423هـ وهي التي وقعت في يدي وقرأتها لسبب واحد ؛ هو ورود اسم ( عبدالله القصيمي ) في الكتاب ، حيث كنت أسمع بهذا الخبيث ولم أقرأ قصته ، فوقع بيدي ذلك الكتاب واشتريته فقرأته ، لكن على مايبدو أني لم أستفد كثيرًا منه ؛ لأن الهدف هو قراءة قصة القصيمي ؛ فكانت عيني تسابق الأسطر ، لأصل إليها ... فلما وصلت إليها قرأتها ، وأتممت بقية الكتاب من باب تحصيل الحاصل ، ولأنه لم يبق إلا وريقات تحوي قصصا أخرى لمنتكسين أخر .
وقبل أسابيع ، لما كنت أتجول في إحدى المكتبات ؛ رأيت طبعة جديدة لهذا الكتاب ( 1427هـ ) قد زيدت ونقحت - كما ذكر في الغلاف - ، وبدا لي أن محتواه قد شهد على صدق غلافه ، فالكتاب أكبر قليلا وليس هذا بكبير أمر ، ولكنه يغري المشتري ، اشتريته مباشرة ؛ ثم رجعت إلى الشقة وقرأته ؛ فلم أقم من مكاني حتى استلمته من بابه إلى محرابه ، لا لأني صاحب قراءة ؛ بل لأن الكتاب يريدك على قراءته .
عنوان الكتاب ( من أخبار المنتكسين مع الأسباب والعلاج )
المؤلف : صالح التميمي .
الغيرة تنبع من هذا الكتاب ، أفضل ما فيه هو أن المؤلف الفاضل صاحب خبرة في التعامل مع موضوعات الكتاب ، يذكر الأسباب ثم يتبعها بقصص من الواقع ، بعضها – وهي كثيرة – عايشها المؤلف شخصيا ، أو يحكي عمن عايشها .... كتاب رائع ومميز ومؤثر أنصح به ، ونسيت أن أذكر أن المؤلف أضاف للكتاب مبحثًا عنونه بـ ( منهج للتعامل مع المنتكس ) ، وقد طبع هذا الفصل لوحده لأهميته .
كنت سأكتب مقالا عن الانتكاس ، لكن ضاع قلمي ، ونأى فكري حين تذكرت الكتاب ، فتواضعت مرغمًا وكتبت عنه ؛ فعنوان موضوعي - كما تقرؤونه - يوحي بأني سأفضي لكم بقلمي حول هذا الموضوع ، لكن آثرت الكتابة عن هذا الكتاب ، لأن فيه الكفاية ، مع العلم أن المؤلف ذكر عدة كتب في بداية الكتاب تعرضت لهذا الموضوع وهي :
1-الضلالة بعد الهدى / عبدالله الجارالله - رحمه الله تعالى - .
2-المتساقطون على طريق الدعوة / فتحي يكن .
3-الجواب الكافي / ابن القيم - رحمه الله تعالى - .
4-التذكرة / القرطبي - رحمه الله تعالى - .
وهناك كتاب مهم حول هذا الموضوع ، وهو ( الحور بعد الكور ) للشيخ محمد الدويش ، ومن يعرف كتبا أخرى فليتكرم بذكرها .
أعلم والله أن قراءة الكتب وحدها ، أو النقاش حول مفهوم الانتكاس وأسبابه وعلاجه ليس حلا وحيدا ، أنا أعتقد وأؤمن أنه بداية للحل ، كغيري .. يخالطني حزن عميق ، وإحباط مخدِّر ؛ حين ألتفت من حولي ، لكن لما أن أعمل العقل قليلا ، وأستذكر من الماضي مايلقي الضوء حول مايتعلق بهذا الموضوع ؛ أجدني مرتاحًا قليلا .
كتبت سابقا عن هذا الموضوع ، حين أوقفني - يوما - حدث يوقظ الموتى ، فانتبهت ونظرت لنفسي ؛ فوجدتها خامدة ضائعة غافلة ، غذاؤها الآمال ، قد أحاط بها الفراغ ، وتململ منها الوقت ، فانتبهت - بحمد الله وفضله - ووقفت أمامها ؛ وحركت شيئا مما جمد من عقلي ، وأوقدت نتفا مما خمدت من قرائحي ، فكانت سلسلة ( مع النفس في غفلتها ) ، على هذه الروابط :
مع النفس في غفلتها ! ( 1 - 4 )
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=15829
مع النفس في غفلتها ! ( 2 - 4 )
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=15893
مع النفس في غفلتها ! ( 3 - 4 ) : الأسباب !
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=16021
مع النفس في غفلتها ! ( 4 - 4 ) : العلاج .. وفي الصراحة تكون الراحة !
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=16084
وقفت مذهولا ، ونظرت مستذكرا ، أمام قول الله - سبحانه وتعالى - : ( فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) تدبروا هذه الآية جيدا ، ففيها الكفاية ... ثم رددوا : اللهم يامثبت القلوب ، ثبت قلوبنا على دينك ... وطاعتك . آمين
وصلى الله على الحبيب وسلم .[/align]
مواقع النشر (المفضلة)