يارا سموها بلاد الحرمين عبدالله بن بخيت


أرجو ألاّ تتردد إذا كنت أباً بل أتمنى على كل من يقرأ هذا المقال أن يذهب فورا إلى أقرب تسجيلات إسلامية ويشتري شريطاً من تلك الأشرطة التي تباع هناك ويسمع بأذنه ما يقال فيها وإلى من توجه ليعرف بأن ابنه الصغير هو المقرن القادم. كنت في الماضي عندما يتبرع أحدهم بإهدائي أشرطتهم أو مطوياتهم أجامله ثم أتخلص منها، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت أهتم، فالأمر لم يعد ترويجا لاحتقار المرأة أو معاداة التقدم الإنساني والتحديث أو تحريم السفر إلى آخر خطابهم الصحوي. فقد اتضح في السنوات الأخيرة أنهم انتقلوا إلى الجانب العملي والتطبيقي لما يقولون وتكشفوا عن عمل حربي تقليدي منظم بدأ بتكوين الكوادر الأساسية وتوزيع مناطق العمل ثم تكوين الدعاة ثم انتقل إلى الدعاية لأفكار في المناطق البعيدة والهجر وغيرها من الأماكن المعزولة من البلاد وعاد يتغلغل في المدن وأخيراً دخل مرحلة التنفيذ. ما يجري في المملكة الآن ليس رد فعل لأحداث الحادي عشر من سبتمبر أو أنه مجرد رد فعل لعودة المحاربين من أفغانستان، فكمية الأسلحة والمعدات التي ضبطتها قوات الأمن لا يمكن أن تتراكم في سنة أو سنتين. وواضح أيضا انها كانت معدة لهدم البنية التحتية للبلاد كلها. فخطاب حزب الصحوة الدعوي في المساجد والمدارس والاستراحات والتجمعات الكشفية وغيرها كان يرافقه في الوقت نفسه تأمين السلاح والمعدات والتدريب وأن ما كان ينادي به هؤلاء من جهاد في الشيشان وأفغانستان ليس إلا ذر الرماد في العيون للإعداد للمعركة الحقيقية التي قرر حزب الصحوة شنها في المملكة العربية السعودية، حتى أنك ستلاحظ أن كلمة بلاد الحرمين صارت تحل محل كلمة المملكة العربية السعودية أو أنها تتبادل معها في خطاباتهم وكاسيتاتهم وحتى في فتاواهم لتثبيتها في أذهان الناس وتكريس استخدامها كبديل لكلمة السعودية. وغالباً لا يستخدمون كلمة المواطن السعودي ويستخدمون عوضا عنها الإنسان المسلم. فالمسألة مبرمجة على كافة المستويات الإعلامية والسياسية والعسكرية. إن خطف الأمريكي وقتله بهذه البشاعة ليس مجرد حقد أو كراهية كما يبدو من الوهلة الأولى أو انتقاماً لما يجري في سجن أبو غريب كما تدعى آلاتهم الإعلامية الجهنمية التي مازالت تسرح وتمرح في بعض وسائل الإعلام السعودية. وإنما هو جزء من العملية النفسية التي تصاحب تنفيذ الأهداف الكبرى. لقد حان الوقت لنقرأ أشرطتهم ونقرأ فتاواهم ونقرأ قصائدهم ونقرأ مواقفهم. أنصح الصديق الدكتور سعود المصيبيح مدير عام العلاقات العامة بوزارة الداخلية بطرح مشروع إعلامي توعوي يهدف إلى فضح الذين يقفون وراء هؤلاء الإرهابيين. أن تعمل الإدارة الإعلامية في وزارة الداخلية على برمجة المعلومات عن الإرهابيين الذين قُتلوا أو تم القبض عليهم وخصوصا صغار السن منهم. أن تبث في وسائل الإعلام ليعرف الآباء أين درس المقرن وعصابته وعلى أي المساجد في المملكة كان يختلف ومن هم شيوخه الذين يعتز بهم (نريد هؤلاء بالاسم) وما هي الكتب التي كان يقرأها. كل شيء بالتفصيل حتى يعرف الآباء والأمهات حقيقة حزب الصحوة الذي مورس من خلاله الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة وما هي أهدافه المضمرة ومن هم الأشخاص الذين يمثلون الجناح السياسي للحزب.