.

.

.

.

اللقاء الأول !!!!

اللقاء الأول غالبا يترك انطباعا عند صاحبه سلبا أو إيجابا سواء كان هذا اللقاء بأشخاص أو أمكنة ويسيطر هذا الانطباع على صاحبه لاحقا فلا يستطيع الانفكاك منه أو تعديله إلا بصعوبة إن استطاع وإلا فإنه سيفشل وسيظل الانطباع الناتج عن اللقاء الأول حاضرا كلما رأيت ذلك الشخص أو مررت بذلك المكان وستجد نفسك أسيرا له ضعيفا بين يديه .

****

عندما تلتقي بشخص لأول مرة فإن هذا اللقاء يترك بصمته فيك وبالذات عندما تكون قد سمعت عن هذا الشخص ونقل لك عنه أشياء طيبة أو خلاف ذلك فتبني في خيالك أشياء بناء على ما سمعت عن هذا الشخص ثم إذا رأيته وقابلته لأول مرة إما أن يترك هذا اللقاء انطباعا طيبا أو غير ذلك وربما كان هذا الانطباع موافقا لما بنيت في خيالك أو مخالفا له وفي الغالب لا يتوافق ما بني في الخيال مع ما يتركه اللقاء الأول .
****

اللقاء الأول بالأشخاص دائما ما يركز الإنسان فيه على الوجه فإن وجه الإنسان عند اللقاء الأول يترك انطباعا لدى الآخرين ولعل ـ ما ورد على لسان عبدالله بن سلام رضي الله عنه عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم لأول مرة وقد سمع عنه قبل ذلك حيث قال : ( فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ) ـ من هذا القبيل .
وكثيرا ما نسمع قول البعض : ( والله عرفته من وجهه ) هو أيضا من هذا القبيل
ويحضرني هنا قول بعضهم عندما هجا شخصا آ خر :

ليس ذا وجه من يغيث ولا يقري ولا يدفع الأذى عن حريم


****

وكذلك الحال في الأماكن فإن اللقاء الأول معها يترك بصمته واعتبر ذلك في نفسك عندما تزور مكانا من الأمكنة دائرة حكومية أو مؤسسة أو شركة أو حديقة أو مدينة أو دولة كيف تترك النظرة الأولى واللقاء الأول انطباعا عندك وبصمة فيك تجدك أسيرا لها في قابل الأيام حتى لو تغير ذلك المكان من حسن إلى سوء أو العكس .

****

أخيرا أنا أرى بأن اللقاء الأول ينبغي ألا يكون متحكما في مشاعرنا وتصرفاتنا ونظرتنا للأشخاص والأماكن ولا يليق بنا أن نبقى أسرى لذلك اللقاء الأول بل ينبغي أن نتماشى مع السنن الكونية والتي تفرض حقيقة التغيير وأنه لاشيء يبقى على حاله خلا الخالق سبحانه وتعالى ، وإذا كان ذلك كذلك فينبغي أن يتغير حكمنا ونظرتنا وانطباعنا تبعا لتغير الأشخاص والأماكن .

وتقبلوا تحياتي