أخي القنديل حياك الله وبياك...
هذا الموضوع خلاف فلسفي قديم...تكلم عنه بعض الصوفية...فقد قالت رابعة العدوية أنها تعبد الله لا ترجو جنة ولا تخاف من نار ولكن تعبده لأنها تحبه...
وديننا متكامل..فنحن نعبد الله لأننا نحبه وهو يستحق العبادة..ونعبد الله لأننا نرجوا جنته وأجره وعطاياه الدنيوبة والأخروية، ونعبد الله لأننا نخاف من عقابه ومن الحرمان في الدنيا والآخرة..
والمقدم هو الحب ثم الرجاء،، والخوف يستخدم عند التقصير أو محاولة الوقوع في الذنب..
الدابة عندما تسير في طريقها لا تحتاج إلى السوط ولكن عندما تنحرف تلسع بالسوط، فالخوف كذلك لا يستخدم إلا عند الانحراف...لذلك لو تأملت القرآن لوجدت أن الله يستخدم أيات التهديد والوعيد للكفار وللمذنبين المتمادين على أخطائهم..
قد تطيع شخصا لأنك تحبه، وقد تطيعه لأنك تخافه دون حب، وقد تطيعه لأنك ترجوا نفعه دون خوف أو حب وكل هذا لا يسمى عبادة، العبادة الحقة هي أن يجتمع الحب مع الرجاء مع الخوف...وهذا لا يكون إلا لله عز وجل..
والتقوى من اسمها هي أن تتقي شيء وهذا الشيء هو العذاب.. والعذاب أوسع من العقوبة..فالحرمان عذاب والتعب النفسي عذاب لذلك كان السفر قطعة من العذاب...وعذاب السفر في الغالب نفسي..
وحد التقوى والفاصل هو عمل الواجب وترك المحرم..فمن يعمل ذلك بقصد الحب أو الرجاء أو الخوف يعتبر متقياً وقد يزيد على ذلك ، ولكن إذا نقص واستمر على النقصان يسلب منه وصف التقوى...
والله عز وجل وصف نفسه بصفات كمال لاتؤخذ صفة واحدة وتعمم على حساب جميع الصفات..فالله الرحيم الرحمن هو الله العزيز الجبار ومن أفعاله أنه شديد العقاب حتى يعيش المسلم في اتزان..
الحد الفاص في العلاقة الزوجية هو اعطاء كل زوج حقوقه، فمن اعطاه حقوقه أمن من العقوبة وسمي متقيا ، وإن كان دافعه الرجاء أو الخوف أو الحب...
ومن الأخطاء بالوعظ الديني السابق أنه كان يركز على الوعيد والتهديد فجعل عند لناس انحراف وسوء فهم لله عز وجل،وهذا أنتج ردة فعل معاكسة إما الاستمرار على الخطأ والقنوط من الرحمة، أو الميل للطرف الآخر المبالغ في الحب والرجاء والوقوع في الأخطاء والتمادي فيها دون خوف..بحجة أن الله رحمته واسعة...والوسط مطلوب..
وأيضا من الأفهام الخاطئة أن بعض المتحمسين يظن أن الخوف هو أن تعيش في رعب وقلق وأن ترتعش وتهتز فرائصك...وهذه كلها أوهام...فالرجل الذي يحافظ على الصلاة ويترك المحرمات لأنه يخاف الله ويرجو رحمته...وفي الغالب أنه يحب الله حبا يجعله يقدم مرضات الله على نفسه وولده والناس أجمعين...
المعذرة لم أرتب لك الجواب لأني أكتب لك ما يخطر بالبال..
مواقع النشر (المفضلة)