اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رد مفحم مشاهدة المشاركة
اسمح لي أخي مرضي أن أعقب عليك هنا , ولا أخفيك لم تعجبني طريقتك في عرض المسألة العلمية حيث إنك تاخذها من ناحيه واحده وهي من ناحيه انت ترجحها :
اولا : اعلم وفقك الله ان القول بان المرأة المحادة لاتخرج من بيتها هو ليس فقط قول كبار العلماء بل هو قول الأئمة الأربعة ابوحنيفه والشافعي ومالك واحمد .
ثانيا : انت قلت ان الحديث ضعيف وهذا من وجهة نظرك وبراحتك لكن نحن عندنا ابن باز اعلم بالحديث واسمح لي فاذا كنت انت ترى الحديث ضعيف فان ابن باز وهو اعلم بالحديث فيما يبدو لنا بلا شك استدل بالحديث اليك استدلاله .
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى الأخت في الله والدة أ.ن. س. وفقها الله لكل خير آمين .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في غرة محرم 1414هـ وصلكم الله بهداه وما تضمنه من الأسئلة كان معلوما وهذا جوابها خطاب صدر من مكتب سماحته برقم (32 / خ) في 3 / 1 / 1414 هـ :
الأول: هل للزوجة الحق في البقاء في بيت الزوج المتوفى . . .إلى آخره ؟
ج : يجب على زوجة المتوفى أن تعتد في بيته الذي هي ساكنة فيه حين الوفاة، إلا أن يمنع ذلك عذر شرعي، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمتوفى عنها: سنن الترمذي الطلاق (1204),سنن النسائي الطلاق (3532),سنن أبو داود الطلاق (2300),سنن ابن ماجه الطلاق (2031),مسند أحمد بن حنبل (6/370),موطأ مالك الطلاق (1254),سنن الدارمي الطلاق (2287). امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله .
(الجزء رقم : 22، الصفحة رقم: 195)
لكن إذا كان لها عذر شرعي في عدم العدة في البيت فلا بأس أن تعتد في غيره .
الرئيس العام لإدارات البحوث
العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم : 22، الصفحة رقم: 196)

ثالثا : اخي مرضي ليس هكذا تعرض مسائل العلم وانا لك ناصح ان كنت تبتغي العلم فهل هذي طريقه عليمه واعذرني فانت تقول في الرد : [ أعرف أنه يخالف رأي كبار العلماء، وهم يخالفون رأي عائشة وابن عباس وجابر وابن عمر وابن مسعود وأم عطية رضي الله عن الجميع ] ومن قال لك أنهم يخالفون رأي هؤلاء , سأرد بلا استقصاء وإن لزم رجعت واستقصيت لكن يحضرني الآن أنه ليس في أثر أم عطية أنها لا ترى إلا فقط عدم التزين صحيح اخوي انه يفهم من الحديث ان الزينة تجتنبها المحرمه لكن انت تعرف ان بعض الاحكام ياتي في مكان وبعضها ياتي في حديث ثاني وهذا معروف بالاستدلال .
ولعلي استقصي لك اقوال الصحابه الآخرين الذين ذكرتهم وهل فيه فعلا لم يروا الخروج من البيت مانعا ؟؟
بل حتى الذين ذكرت ممن رجح جواز خروج المرأة يرون خلاف ماذكرت انظر لكلام ابن قدامه : [ قال ابن قدامة رحمه الله : " وممن أوجب على المتوفى عنها زوجها الاعتداد في منزلها : عمر وعثمان رضي الله عنهما ، وروي ذلك عن ابن عمر وابن مسعود وأم سلمة ، وبه يقول مالك والثوري والأوزاعي وأبو حنيفة والشافعي وإسحاق . وقال ابن عبد البر : وبه يقول جماعة فقهاء الأمصار بالحجاز والشام والعراق ".

رابعا : تعرف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال [ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ] وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ممن يرون ان المحادة لا تخرج من البيت , وكان الاولى بك ان تقول كبار العلماء وافقوا الخلفتين الراشدين عمر وعثمان رضي الله عنهما ووافقوا الائمة الاربعة .

فالصحيح ان المحادة لاتخرج من البيت للأدلة الآتية :
1- قول النبي صلى الله عليه وسلم [ امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله ] استدل به عالمان في العصر الحديث ابن باز وصححه الالباني .
2- ان هذا قول الخلفتين الراشدين عمر وعثمان رضي الله عنهما .
3- انه قول الائمة الاربعة فهذا باتفاقهم .
4- انه ترجيح علمائنا الاكابر الذي ما أشرقت شمس على قبول احد في عصرنا مثلهم [ ابن باز والالباني وابن عثيمين ] ونحن لا نقدسهم ولكن نقول لم يقولون بهذا القول الا بعد تمحيص وقولهم اقرب لنا من كل قول ويكفي ما سبق من الادلة .

أما قولك في كشف الوجه ورأيك فأنا احترم وجهة نظرك لكن نعرف المسألة جيدا بادلتها وتفصيلها لكن جملتك السابقة في كشف الوجه ان هناك من كشف وهناك من تنقب وهناك من غطى هذا كلام يفتقد للاستدلال الدقيق وان كنت تريد فتح النقاش لنستفيد سويا في المسألة هذه فلا باس وحياك .
أخيرا اتمنى قبول ردي بصدر رحب كما عهدتك وان احببت ان انقل لك راي الشيخ ناصر العمر لا مانع لانه قريب لي ويرد علي باذن الله وهو قريب من بيتنا .
اتمنى تقبل ردي بصدر رحب فانا عرفتك هنا برحابه صدرك واحببتك ولم اراك واتمنى اراك وسأراك باذن الله تعالى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أهلا بأخي القدير/ رد مفحم. والمعذرة إذا كان الجواب غير مرتب لأني رأيت ردك ولم أحب تجاوزه إلى الردود الأخرى دون رد فكتبت لك ما يخطر ببالي دون ترتيب.
1- النقاشات
بالنسبة للنقاشات فأنا لا أحب النقاشات العلمية لأنها في الغالب تسير إلى طريق مغلق، فغالب طلاب العلم يتعصبون للشيخ ويقاتلون من يخالفهم، ويرمونه بالتهم، بل يصل الأمر الدخول في النيات والله المستعان.لذلك كانت طريقتي أن أذكر الرأي مع الدليل ثمـ لا أخوض في النقاشات لأنني لم أجد منها ألا الفرقة بين الإخوان وإيغار الصدور، وفي وقت المناقشة أستطيع أن أقرأ قدراً لا بأس به من الصفحات، وأزداد نوراً.
لكن في هذه المرة سأكتب لك بعض النقاط لعلي أستفيد منها، وتستفيد منها أخي الكريم لأني لمست فيك صدقاً وإن كنا نختلف أنا وأنت في الرأي والطريقة التي نقرأ فيها المسائل..
2- البحث العلمي والجواب
هل يا أخي لم تعجبك الطريقة، أو لم يعجبك الرأي فهناك فرق، فأنا ذكرت الرأي مع الأدلة عليه وذكرت الرد على أدلة الرأي الآخر تيينا أن هناك خلافا في المسألة، والجواب الذي ذكرته أنت لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله لم يذكر الرأي الآخر بل ذكر الجواب ودليل واحد، ولم يذكر أن الحديث فيه خلاف ، وأن المسألة فيها خلاف، فهل لم تعجبك طريقة الشيخ..
ومن المؤكد لديك أني لا أقارن نفسي بالشيخ ولكن بهداهم نقتدي..
وللمعلومية هنا كان الكلام عن جواب وليس بحثا أكاديميا أذكر فيه القول الأول ثم القول الثاني ثم أدلة القول الأول ثم الردود على أدلة ثم الترجيح، وبالنسبة للبحث العلمي فأبشرك أخي أني قد أخذت الدرجة الكاملة فيه وقد ناقشني متخصصون في ذلك، وإلى وقتك هذا تأتيني استفسارات وبحوث من زملاء ومن دكاترة درسوني لأقوم بنقدها وإعطائهم الملاحظات عليها.
3- المشائخ الفضلاء ابن باز وابن عثيمين والألباني – رحمهم الله-
بالنسبة للمشائخ الفضلاء فأنا أجلهم وأدعو لهم باستمرار وأسير على نهجهم في البحث عن الدليل، فقد قرأت فقههم وكتبهم ولله الحمد، وقد خالفو هم مشائخهم بل خالفوا في مسائل المذاهب الأربعة وجمهور السلف، وعلى سبيل المثال: ابن باز يرى في رأيه الأخير أن ختان الذكر سنة وليس بواجب، وهذا يخالف رأي شيخه ابن ابراهيم ورأي المذاهب الفقهية، بل لم يسبقه عليه إلا الإمام الشوكاني في أحد كتبه، لأن الشيخ لم يجد دليلا يقول بالوجوب...الشيخ الألباني يرى تحريم بيع الأقساط وهذا يخالف جميع المذاهب ورأي جمهور السلف ولم يسبقه لهذا الرأي إلا الزيدية، الشيخ ابن عثيمين يوافق الشيخ ابن تيمية في أن طلاق الحائض لا يقع وهذا يخاف رأي المذاهب الفقهية..
وبالنسبة للحديث ،فقد درسته على متخصصين بعد قراءة كتب أهل الفن فأنا أعتمد على رأي المتقدمين في الحديث ولا آخذ برأي المتأخرين مع احترامي للجميع، أقوم بقراءة السند ثم أتفحص الرجال وأقدم الجرح على التعديل خاصة إذا كان الجارح أحد الأئمة المعروفين بهذا الفن، سند حديث الفريعة قيه أثنين من المجروحين وقد ذكرت ذلك، والإمام الألباني والإمام ابن باز معروفين بالتساهل في تصحيح أو تحسين الأحاديث ومن اطلع على منهج العلماء السابقين رأى ذلك جليا.. وأذكر في رمضان حديث أبي هريرة في أن من قاء عمدا فعليه القضاء، هذا الحديث يضعفه البخاري وأحمد وأبوداود والنسائي والدارقطني، ويصححه ابن باز والألباني ويستدل به ابن عثيمين رحم الله الجميع. وأنا لا أثرب على من أخذ برأي من شاء، فكل مجتهد.
4- المذاهب الأربعة
بالنسبة للمذاهب الأربعة واتفاقهم فهو ليس حجة كما لا يخفى عليك وقد خالف العلماء المذاهب الأربعة في مسائل كثيرة، ففي اطلاع عابر على كتاب الطلاق من الممتع ترى ذلك واضحا، وفي قراءة فقه ابن باز جمع آل حامد ترى ذلم واضحا، والألباني رحمه الله لايرى هذه المذاهب من الأساس، وله أراء كتحريم لبس الذهب المحلق . وإذا كان رأي المذاهب الأربعة حجة فالمذاهب الأربعة يرون أن وجه المرأة ليس عورة حتى عند الحنابلة وقد ذكر ذلك صاحب المغني.فهل نأخذ بقولهم أو بقول ابن باز وابن عثيمين رحم الله الجميع، وأنت تعرف أن الألباني رحمه لله يرى أن وجهها ليس عورة وألف في ذلك كتابا(جلباب المرأة المسلمة) ثمـ كا جزائه أن أبعد عن المملكة العربية السعودية..عندما كان يدرس فيها.
5- الصحابة
بالنسبة للصحابة فرأي جمهور العلماء أن قولهم ليس بحجة راجع ذلك إذا شئت في كتاب المستصفى للغزالي والأحكام للآمدي، ولكن أنا ذكرت ذلك لأنهم استدلوا به فأجبت بأن رأيهم ليس حجة، وعلى فرضية ذلك فقد خولفوا وإذا خولفوا فلا حجة بقولهم، وأيضا فالصحابة ابن عمر وابن مسعود لم يمنعوها من الخروج بل أنه يكون مسكنها ومن ثم تعود له بالليل وتخرج كيفما شاءت ثم تبيت فيه، ليس كما قالوا لا تخرج إلا لضرورة.
6- الخلفاء الراشدون.
بالنسبة للخلفاء الراشدين فالنبي في الحديث يتكلم عن السنة، والسنة هي الطريقة والمنهج، وليست هي الرأي الفقهي، وقد خالف الصحابة رأي ابو بكر وعمر في مسائل كثيرة وكما قال ابن عباس يوشك أن تقع ليكم حجارة من السماء أقول لكم رسول الله وتقولون لي أبو بكر وعمر..
وحتى على رأي أن قولهم الفقهي حجة هذا إذا لم يخالفهم غيرهم، وهنا خالفهم ابن عباس وجابر وعائشة، وهم يرون أنها تمكث في بيتها ولا يعني أنه لا تخرج إلا من ضرورة..
وثانيا هل النبي صلى الله عليه وسلم يقصد بالحديث الخلفاء الراشدين (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي) أو أنه يقصد أي خليفة راشد ، ويأمرنا بأن ننهج طريقة الخليفة الراشد، فإذا كان النبي يعلم من هم الخلفاء الراشدين فلماذا لم يخبر الأمة بذلك وجعلها تعيش في خلافات وفتن، وابنة النبي فاطمة أقرب الناس إليه لم تبايع أبا بكر، ولا علي بايع أبابكر إلا بعد موت فاطمة، وصار خلاف على خلافة عثمان وعلى خلافة علي وحروب بين الصحابة لا تخفى عليك، وإذ كان المقصود بهم هم الخلفاء الأربعة لماذا أضافوا عمر بن عبدالعزيز معهم وقالوا الخليفة الراشد الخامس، كل هذا يدل على أن النبي صلى الله علي وسلم لا يقصد بالخلفاء الأربعة، ولا يقصد الرأي الفقهي بل يريد الالتزام بمنهج وطريقة أي خليفة راشد حتى في آخر الزمان.

سعدت بك أخي وحياك الله في أي وقت أردت زيارتي أو مراسلتي.