اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرضي بن مشوح مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا بأخي القدير/ رد مفحم. والمعذرة إذا كان الجواب غير مرتب لأني رأيت ردك ولم أحب تجاوزه إلى الردود الأخرى دون رد فكتبت لك ما يخطر ببالي دون ترتيب.
1- النقاشات
بالنسبة للنقاشات فأنا لا أحب النقاشات العلمية لأنها في الغالب تسير إلى طريق مغلق، فغالب طلاب العلم يتعصبون للشيخ ويقاتلون من يخالفهم، ويرمونه بالتهم، بل يصل الأمر الدخول في النيات والله المستعان.لذلك كانت طريقتي أن أذكر الرأي مع الدليل ثمـ لا أخوض في النقاشات لأنني لم أجد منها ألا الفرقة بين الإخوان وإيغار الصدور، وفي وقت المناقشة أستطيع أن أقرأ قدراً لا بأس به من الصفحات، وأزداد نوراً.
لكن في هذه المرة سأكتب لك بعض النقاط لعلي أستفيد منها، وتستفيد منها أخي الكريم لأني لمست فيك صدقاً وإن كنا نختلف أنا وأنت في الرأي والطريقة التي نقرأ فيها المسائل..
ونحن مثلك لا نحب النقاشات الجرداء والمتعصبة للآراء وأظن التعصب هنا ليس محل نقاشنا فإدخاله ليس بالسليم .
2- البحث العلمي والجواب
هل يا أخي لم تعجبك الطريقة، أو لم يعجبك الرأي فهناك فرق، فأنا ذكرت الرأي مع الأدلة عليه وذكرت الرد على أدلة الرأي الآخر تيينا أن هناك خلافا في المسألة، والجواب الذي ذكرته أنت لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله لم يذكر الرأي الآخر بل ذكر الجواب ودليل واحد، ولم يذكر أن الحديث فيه خلاف ، وأن المسألة فيها خلاف، فهل لم تعجبك طريقة الشيخ..
ومن المؤكد لديك أني لا أقارن نفسي بالشيخ ولكن بهداهم نقتدي..
وللمعلومية هنا كان الكلام عن جواب وليس بحثا أكاديميا أذكر فيه القول الأول ثم القول الثاني ثم أدلة القول الأول ثم الردود على أدلة ثم الترجيح، وبالنسبة للبحث العلمي فأبشرك أخي أني قد أخذت الدرجة الكاملة فيه وقد ناقشني متخصصون في ذلك، وإلى وقتك هذا تأتيني استفسارات وبحوث من زملاء ومن دكاترة درسوني لأقوم بنقدها وإعطائهم الملاحظات عليها.
لم أقل أنه لم يعجب الرأي بل لم تعجبني الطريقة ووضعت لك بين القوسين ما أرمي إليه وأقصد , ونحن أيضا نقرأ كتب أهل العلم والمطولات ونراجع لمشايخ فضلاء في الرياض , وكونك أخذت الدرجة الكاملة لم أقدح في درجتك لكن أسلوبك هنا في إيراد المسألة ليس هو الأسلوب العلمي الذي اتخذته أنت في بحثك وأنا أحلف على ذلك لمعرفتي جدا ومعرفتك بالأسلوب العلمي الرصين البعيد عن التعريض وأنت تعرف أن هذا الأسلوب لايقبل في الرسائل العلمية ولا غيرها .
3- المشائخ الفضلاء ابن باز وابن عثيمين والألباني – رحمهم الله-
بالنسبة للمشائخ الفضلاء فأنا أجلهم وأدعو لهم باستمرار وأسير على نهجهم في البحث عن الدليل، فقد قرأت فقههم وكتبهم ولله الحمد، وقد خالفو هم مشائخهم بل خالفوا في مسائل المذاهب الأربعة وجمهور السلف، وعلى سبيل المثال: ابن باز يرى في رأيه الأخير أن ختان الذكر سنة وليس بواجب، وهذا يخالف رأي شيخه ابن ابراهيم ورأي المذاهب الفقهية، بل لم يسبقه عليه إلا الإمام الشوكاني في أحد كتبه، لأن الشيخ لم يجد دليلا يقول بالوجوب...الشيخ الألباني يرى تحريم بيع الأقساط وهذا يخالف جميع المذاهب ورأي جمهور السلف ولم يسبقه لهذا الرأي إلا الزيدية، الشيخ ابن عثيمين يوافق الشيخ ابن تيمية في أن طلاق الحائض لا يقع وهذا يخاف رأي المذاهب الفقهية..
وبالنسبة للحديث ،فقد درسته على متخصصين بعد قراءة كتب أهل الفن فأنا أعتمد على رأي المتقدمين في الحديث ولا آخذ برأي المتأخرين مع احترامي للجميع، أقوم بقراءة السند ثم أتفحص الرجال وأقدم الجرح على التعديل خاصة إذا كان الجارح أحد الأئمة المعروفين بهذا الفن، سند حديث الفريعة قيه أثنين من المجروحين وقد ذكرت ذلك، والإمام الألباني والإمام ابن باز معروفين بالتساهل في تصحيح أو تحسين الأحاديث ومن اطلع على منهج العلماء السابقين رأى ذلك جليا.. وأذكر في رمضان حديث أبي هريرة في أن من قاء عمدا فعليه القضاء، هذا الحديث يضعفه البخاري وأحمد وأبوداود والنسائي والدارقطني، ويصححه ابن باز والألباني ويستدل به ابن عثيمين رحم الله الجميع. وأنا لا أثرب على من أخذ برأي من شاء، فكل مجتهد.
ومن قال لك أن هؤلاء الأئمة لا أحد يخالفهم أو نمنع من يخالفهم لا ياأخي فأنا أقول الرد على أرائهم يكون بأسلوب علمي مناسب هذا شيء والشيء الآخر أنا كطالب علم هم عندي أقرب للحق من غيرهم وذلك لمعرفتي بمسيرتهم الحافلة في العلم , وهم أيضا أعلم عندي بنقد الحديث وتمحيصه من غيرهم وكتبهم شاهدة بذلك .

4- المذاهب الأربعة
بالنسبة للمذاهب الأربعة واتفاقهم فهو ليس حجة كما لا يخفى عليك وقد خالف العلماء المذاهب الأربعة في مسائل كثيرة، ففي اطلاع عابر على كتاب الطلاق من الممتع ترى ذلك واضحا، وفي قراءة فقه ابن باز جمع آل حامد ترى ذلم واضحا، والألباني رحمه الله لايرى هذه المذاهب من الأساس، وله أراء كتحريم لبس الذهب المحلق . وإذا كان رأي المذاهب الأربعة حجة فالمذاهب الأربعة يرون أن وجه المرأة ليس عورة حتى عند الحنابلة وقد ذكر ذلك صاحب المغني.فهل نأخذ بقولهم أو بقول ابن باز وابن عثيمين رحم الله الجميع، وأنت تعرف أن الألباني رحمه لله يرى أن وجهها ليس عورة وألف في ذلك كتابا(جلباب المرأة المسلمة) ثمـ كا جزائه أن أبعد عن المملكة العربية السعودية..عندما كان يدرس فيها.
لا أود أن تفهم محور النقاش بمسار آخر أنا قلت لك أن هذا قول الأئمة الأربعة وليس فقط خالفت كبار العلماء هنا وإلا فنحن نعلم جميعا أن هناك مسائل بل كل عالم خالف الأئمة في قول فتنبه وفرق بين المرادين .

5- الصحابة
بالنسبة للصحابة فرأي جمهور العلماء أن قولهم ليس بحجة راجع ذلك إذا شئت في كتاب المستصفى للغزالي والأحكام للآمدي، ولكن أنا ذكرت ذلك لأنهم استدلوا به فأجبت بأن رأيهم ليس حجة، وعلى فرضية ذلك فقد خولفوا وإذا خولفوا فلا حجة بقولهم، وأيضا فالصحابة ابن عمر وابن مسعود لم يمنعوها من الخروج بل أنه يكون مسكنها ومن ثم تعود له بالليل وتخرج كيفما شاءت ثم تبيت فيه، ليس كما قالوا لا تخرج إلا لضرورة.
فقه الصحابة هو أولى من فقه غيرهم لأنهم الأقرب للتنزيل وفهم النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يخفى على أحد , وتأمل قول ابن قدامة : قال ابن قدامة رحمه الله : " وممن أوجب على المتوفى عنها زوجها الاعتداد في منزلها : عمر وعثمان رضي الله عنهما ، وروي ذلك عن ابن عمر وابن مسعود وأم سلمة ، وبه يقول مالك والثوري والأوزاعي وأبو حنيفة والشافعي وإسحاق . وقال ابن عبد البر : وبه يقول جماعة فقهاء الأمصار بالحجاز والشام والعراق ".


6- الخلفاء الراشدون.
بالنسبة للخلفاء الراشدين فالنبي في الحديث يتكلم عن السنة، والسنة هي الطريقة والمنهج، وليست هي الرأي الفقهي، وقد خالف الصحابة رأي ابو بكر وعمر في مسائل كثيرة وكما قال ابن عباس يوشك أن تقع ليكم حجارة من السماء أقول لكم رسول الله وتقولون لي أبو بكر وعمر..
وحتى على رأي أن قولهم الفقهي حجة هذا إذا لم يخالفهم غيرهم، وهنا خالفهم ابن عباس وجابر وعائشة، وهم يرون أنها تمكث في بيتها ولا يعني أنه لا تخرج إلا من ضرورة..
وثانيا هل النبي صلى الله عليه وسلم يقصد بالحديث الخلفاء الراشدين (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي) أو أنه يقصد أي خليفة راشد ، ويأمرنا بأن ننهج طريقة الخليفة الراشد، فإذا كان النبي يعلم من هم الخلفاء الراشدين فلماذا لم يخبر الأمة بذلك وجعلها تعيش في خلافات وفتن، وابنة النبي فاطمة أقرب الناس إليه لم تبايع أبا بكر، ولا علي بايع أبابكر إلا بعد موت فاطمة، وصار خلاف على خلافة عثمان وعلى خلافة علي وحروب بين الصحابة لا تخفى عليك، وإذ كان المقصود بهم هم الخلفاء الأربعة لماذا أضافوا عمر بن عبدالعزيز معهم وقالوا الخليفة الراشد الخامس، كل هذا يدل على أن النبي صلى الله علي وسلم لا يقصد بالخلفاء الأربعة، ولا يقصد الرأي الفقهي بل يريد الالتزام بمنهج وطريقة أي خليفة راشد حتى في آخر الزمان.

أما قولك أن عمر بن عبدالعزيز الخليفة الخامس فهذا عده أهل العلم من الآراء المنكرة ومعلوم أن في عداد الصحابة من غير الخلفاء الراشدين من هو أفضل من عمر بن عبدالعزيز ولا شك , وأما المقصود بهم الخلفاء الأربعة فهذا قول جماهير العلماء .


سعدت بك أخي وحياك الله في أي وقت أردت زيارتي أو مراسلتي.
شكرا أخي مرضي وأشكرك على تقبل وجهة النظر بصدر رحب ولا تثريب عليك فقط توجيه هو وجهة نظري أدليت به وأشكرك فرصة سعيدة .