[align=center]

هذه بعض الخيوط من الذاكرة كتبتها سابقا وساحاول ان أكملها هنا ...[/align]



[align=justify]ولد .. ولد .. مبروك ولد ...
هذا ما بٌشر به أبي عندما أتيت إلى الدنيا... هل فرح ؟! أكيد . هل مازال فرحا ؟! أشك في ذلك لما أرى من نظراته عندما أمد له الفنجان في المجلس .. أحيانا أشعر أن "أبي " يستخدم في تقييمي نفس النظرات التي يستخدمها في تقييم " النعيمي" عندما يقرر شراءه من " وقفة " الغنم ... ويشتري غيره
أعود إلى ذلك اليوم الذي جئت فيه إلى الدنيا والذي لا أذكره على الرغم من أني كنت الحدث الرئيسي فيه إلا أنه من المؤكد أنه كان يوما عصيبا على أمي لا سيما وقد ولدت في "المسلخ" القديم حيث يمكنك سماع صياح المرأة عندما تزور أخرى..!! وهذه الأخرى تحتاج مرة أخرى إلى زيارتك حاملا معك ماء قد قٌرأ فيه ليهدأ روعها ويسكن خوفها . يبدو أن الحال اليوم قد أختلف مع الانتقال إلى المبنى الجديد الذي طال انتظاره إلا أنني لا أملك مزيدا من التفاصيل حيث أنني لن أولد( مرة أخرى) ولم ألد(بعد). المسلخ القديم فيه ميزة -صدق أو لا تصدق - ثبات المدير. فمدير المستشفى ثبت لفترة جعلته يعرف كل صغيرة وكيبرة في المستشفى أو المسلخ إن شئت . اما الجديد فلايختلف حاله عن موريتانيا الشقيقة كل أربع شهور ونص مدير ... !!!

على الرغم من جميع الإشارات السلبية التي كانت تحيط بي شكلا وفهما وشجاعة إلا أنني كنت -وما زلت -مصدر فخر لأمي وهناك مثل مشهور ينطبق على حالي وأمي إلا أنني أفضل عدم ذكره . كنت كأي طفل في الحارة أحب المشي حافيا ولا اخلع ثوبي حتى أجبر على ذلك واستحم في الأعياد وفي أول يوم من المدرسة وإذا قابلت " لطيف " لوحدي في الشارع . وفي الحالة الأخيرة يكون المسئول الرئيس عن استحمامي البلدية لا "لطيف "حيث أن الشوارع ترابية مما يجعل التراب يعانق صفحة جسمي حال ارتطامي المتكرر به بعد أن أنزل من فوق رأس "لطيف "ولي عودة لذلك المتعوس . اليوم البلدية تختلف كثيرا عما كانت عليه في أيامنا حيث التطورات سريعة والرقي متواصل إلا أن بلدية زمان تتميز بتوفيرها لأكياس القمامة وتلك الأكياس كانت مجانية وخطيرة في نفس الوقت حيث كان العمال يرمونها في الصباح الباكر في أفنية المنازل ، وكثيرا من " شيبان وعجز الحارة" كانوا يفضلون النوم في الفناء ولك أن تتخيل ما يحدث ....!!

في طفولتي كنا –وأعني بكنا جميع الأطفال- نحاول أن نثبت للجميع بأننا لسنا حشرات فما أن نرى سيارة البلدية التي تحمل المبيد الحشري حتى ننطلق خلفها مستمتعين برائحتها النفاذة خلافا للحشرات التي تهرب أو تموت من تلك الرائحة ...كانت طفولة جميلة
ما بقي أعزائي من ذاكرتي عن طفولتي قبل المدرسة لا يختلف كثيرا عما نراه اليوم وهذه فضيحة في حساب التطور والتمدن . ولا أظني أني أبالغ إذا قلت بأن أطفالنا لا يختلفون كثيرا عن طفولتنا. فكنا نلعب بالأتاري وهم يلعبون بالأكس بوكس ونكره التطعيم وكذلك يفعلون ونتشاجر على " المرجيحة " في الحدائق وكذلك يفعلون ...
•هل سمعتم عن مشروع ترفيهي مخصص للأطفال دون السابعة؟! ..أنا لم أسمع ..
•هل سمعتم عن مهرجان مخصص للأطفال تتخلله برامج ترفيهية وتعليمية وتربوية؟! ..أنا لم أسمع...
•هل سمعتم أن المجلس البلدي خصص أحدى جلساته لبحث الخدمات المقدمة للأطفال في المحافظة؟! ..أنا لم أسمع
ألم أقل لكم أن الطفولة عندنا لم تتغير .... منذ مبطي ..!!

أخوكم

ولد الشايب
[/align]