[align=center]حتف فتح[/align]



من المعروف أن اسم حركة " فتح " هو اختصار لـ " حركة التحرير الفلسطينية " وهذا عرف شائع عند إنشاء المختصرات ، ولكننا حينما نتأمل الأحرف الأولى من كلمات الاسم الرسمي للحركة نجد أن مختصره ليس " فتح " بل " حتف " !.


هذه الملاحظة اللغوية البسيطة تأكد معنى المثل الشهير " كل له من اسمه نصيب " هذا المثل الذي ينطبق على حركة " فتح " والتي لقت "حتفها" في امتحان غزة الأخير ، الذي أوضح بجلاء حقيقة هذه الحركة ، وتآمرها على أهل غزة ، بل وعلى أهل فلسطين عموماً ، متنكرين لكل ما ادعوه من مسيرة النضال الوطني ! .


هذا النضال الذي لم يكتو بناره سوى أهلهم في الأردن ولبنان وأخيراً فلسطين ، في حين سلم اليهود من نضالهم الوطني منذ تأسيس الحركة حتى يومنا هذا .


فتح لقتْ حتفها حينما صار السلام مع المحتل الخيار الاستراتيجي لها ، ولقتْ حتفها حينما قامت بالدور المشبوه المفضوح في ملاحقة ووأد المقاومة ، ولقت حتفها حينما تسابق قادتها على مناقصات بناء مستوطنات المحتل الإسرائيلي وجدار العزل العنصري ، ولقت حتفها حينما تولى قيادتها عصابة فاسدة سيئة السمعة معروفة التاريخ ، ولقت حتفها حينما لم ترض بخيار شعبها في انتخاب حركة حماس ، ولقت حتفها حينما تفرجت على أهل غزة وهم يموتون جوعاً ومرضاً أيام الحصار ، ولقت حتفها حينما تواطأت وشاركت في مجزرة غزة ، ولقت حتفها حينما ظن الدحلانيون أنهم سيدخلون غزة على الدبابات الإسرائيلية التي هدمت البيوت وقتلت الأطفال ، ولقتْ حتفها حينما خرج قادتها من جحورهم مطالبين بالحوار عندما شموا رائحة دولار الإعمار .


ومن حمق بعض الكتاب المتحذلقين ، محاولاتهم اليائسة البائسة لتوجيه ونصح حركة " حتف " حتى تعيد ترميم بيتها الداخلي ، متناسين أن كل من في البيت إنما هم جثث هامدة ، وأن هذه القيادة الفاسدة هي خير الجثث الهامدة في بيت فتح الداخلي ! .


ومن حمقهم محاولاتهم اليائسة لتزيين تلك الصورة الشوهاء لحركة فتح ، ونسوا ـ وما أكثر نسيانهم ـ أن صورتها الشوهاء حُفرت في ذاكرة أطفال غزة والعالم أجمع ، ولن تستطيع أقلامهم المأجورة أن تنسيهم عداوة القريب وتآمره مع المحتل .


ومن المضحك المبكي المحاولات الغبية لكتابنا النجباء لتشويه صورة نصر غزة العظيم ، هذا النصر الذي فضح اليهود ، وفضح حركة فتح ، وفضح الساسة العرب ، وفضح مثقفي النكبة ، وعرى تلك الأقلام الأمريكية التي هرعت لتشويه هذا النصر ، والتشكيك فيه ، فهم كمن يبصق على الشمس ليطفأ نورها فيُرتدَّ بصاقه على وجهه .


وأعجب من ذلك ما يحاوله بعض الساسة العرب من إضفاء الشرعية على حركة مَقَتَها أهلُها ، وذمها ذووها ، وحكم عليها أبناؤها بالموت والهلاك ، بل ودفنوها في مقابر يهود ، ليس حباً فيها ، ولا تزكية لقادتها ـ فهم أعلم الناس بحالهم وفسادهم ـ ولكن بغضاَ لكل خيار إسلامي ، ولا يدري هؤلاء أنهم يغامرون بمصداقيتهم لدى شعوبهم ، فهم يراهنون على الحمار الخاسر في سباق " خيل معقود في نواصيه الخير إلى يوم القيامة" .


(يُرجى العزو إلى شبكة القلم الفكرية عند نشر الموضوع في موقع آخر)

http://www.alqlm.com/index.cfm?metho...&ContentId=607