شعر / نفح الطيب
( زوجة الأسير )
.
.
.
نحن منكم ... وإليكم ننتسب
ولنا فيكم رحم ونسب
أغفلتم عنا... ؟!
أم تتنصتون لدويّ الألم ...
من خلف الحجب
وترقبون دمدمت الجراح
بطول السنين
وهل لجرح القلب
غير الكفن .
رائعة ( نفح الطيب ) تصور الألم والحسرة ، وهي تحيط بزوجة الأسير ، وقد
اقتادوا شريك حياتها وأنيس وحدتها بعيدا عنها ؛ خلف قضبان الأعداء ...وظلت
تصارع وحشة الفراق ودويّ تساؤلات طفلتها ...
(( النص ))
مَـدَّتْ يَدَيْــهَا تَسْـأَلُ الـعَلاَّمـــا
***
وتَبُثُّ
في غَسَقِ الـدُّجَى آلامَـــا
وَتَجـرَّعَتْ عَبْـرَ السِّنينِ مَـــرارةً
***
وَبَنى
الأَسى في وَجهِهَا أَهْرَامَـا
ذابَتْ حُشَاشةُ قَلْبِها مِمَّا
رَأَتْ
***
فَـغَـدتْ
تُعـانـي شِدَةً وسِـقَــامَـا
ذكَرتْ شَريْكَ حَيَاتِها
فَاسْتَرْجَعَتْ
***
أيَـــــــامَ أُنْسٍ قَدْ غَدَتْ أَحْلامَـــا
وتَذكَّرتْ عَهْداً
مَضى فَتدفَّقتْ
***
منها الدُّموعُ على الخُدودِ سِجَامَا
نَظرتْ لِطفْلَتِها
الَّتيْ لَمَّا تَزَلْ
***
في
كلِّ وقــتٍ تَطْرحُ اسْتِفْهــامَـا
أُمّــَاهُ أيْنَ
أبي تَأَخَـرَ مَــالَـهُ
***
لَـقـد
انتظـرتُ قُـدومَهُ أَيَّـــامَــا
أُمَّــاهُ هَلْ يــأتي
لنــا بَهــديَّةٍ
***
أَوْصِيْهِ
أنْ يأتي بهـــا ( يا مَامَا(
فَتُجيْبُها والهمُّ
يَعصِرُ قَلبَهَــا
***
وبِجَـوفِهــا نَــارٌ تــزيدُ ضِرامَــا
عَمَّــا قَـريبٍ يــا بُنيَّـةُ
عَـــائدٌ
***
وجــوابُهـا قَدْ يشتكي الإِبْهَــامَــا
فَتعُودُ للمَلِكِ القويِّ
وأرسَلَتْ
***
عَبْرَ الفَضـاءِ من الدُّعـاءِ سِهامَا
تشكو إلى الرَّحمنِ ما قد
نَالها
***
من
ظــالـمٍ قد أدمن الإِجــرامَــــا
ربَّاهُ يا ذا البَطْشِ فاحكم
بينَنَا
***
ربَّــاهُ إنّـــَا نـشتـكي الحُكَّــامَـــا
دعواتُها سارتْ وهم في
غفْلةٍ
***
نــــاموا
ولكِنْ ربُّهـــا مَا نَـامَــا
قدْ يُمهِلُ الطَّاغيْ فَيَعْدُو
قَدْرَهُ
***
ويَـمُـدُّ ليـلَ ظـلامِهِ أعْـوَامَـــــــا
وَيصُولُ مَزْهُوَّاً بِمــا قدْ
نــالَهُ
***
ويُثيْرُ
لِلـرُّعْــبِ البَغِيْضِ قَتَـــامَـا
ويَسُلُّ سَيفَ القهرِ ما
بين الورى***
ويُحِلُّ
مِنْ حُــرِّ الدِّمــاءِ حَــرَامَا
ويُعَــاقِبُ الآلافَ دونَ
جِنــَايةٍ
***
وبِغَيــرِ
ذَنْبٍ يُطْلِقُ الأَحكَــامَـــا
فَإِذا أتى يومُ الحِسابِ
تَبدَّلتْ
***
تـلك
الحَيـــاةُ وأَعْقَبتْ إِيْـلامَـــا
وكأَنَّهــمْ ما سُلِّطُوا يومــاً
ولا
***
ملكوا
الرِّقابَ وطوَّعُوا الإِعْلامَــا
والظُّلمُ مهما اشتدَّ يوماً
وطؤهُ
***
أو
طــالَ كانَ مصيرُهُ الإِرْغَامَــا
|