بسم الله الرحمن الرحيم



كل ما تقرأونه هنا هي أفكار وقناعات شخصية ليست مبنية على رأي أحد ولا متبوعة
لأحد . واسمحوا لي على بعثرة الكلام .





كان هنالك سؤال بقيت معه طويلاً أتأمله وأفكر به " أليس في الليبرالية خير " !



إذاً كيف ارتقت أمريكا وأوربا إن لم يكن بها خير ! ولا يشك أحد أن الإسلام جاء



لمصلحة البشر وفي واقعنا المعاصر نحن المسلمين تخلف للبشر ! وفي واقع



الليبرالية تقدم للبشر شئنا أم أبينا !



وإذا كان عندي فكر يرفع البشر فلماذا لا آخذ به ! وهل هذا يتعارض مع الإسلام !



هل الإسلام يعارض مصلحة البشر !



هي أسئلة كثيرة ومعقدة يجر بعضها بعضا



ولكن سبحان الله جائني سؤال عصف بتلك الأسئلة عصفاً فلم يبقها قائمة ! بل



تهاوت و أنهدت ولم أرى لها أثراً !



والسؤال " سبحان الله " أكثر حيرة ولكنه رائع بما تعنيه كلمة رائع !



والسؤال : " هنالك شعب يغوص بالتخلف والجاهلية والأمية والبدائية ، وهو صفر



في صفحات الحضارة وهو صفر في صفحات المنجزات وهو أصفار يتبع بعضها



بعضا ! وفجأة وخلال عشر سنوات تغير هذا الشعب وغير وجه الكرة الأرضية ،



غيرها إلى الأحسن وصار له حضارة عظيمة ومنجزات هائلة وتاريخ مضيء







دعونا نأخذ مثالين



الأول : الثورة الفرنسية والتي تمثل لب الليبرالية وبدايتها " المساواة ، الإخاء ،



العدل " حينما قامت طبقت العمال والفلاحين وعامة الشعب على الطبقة العليا



الحاكمة ، وأسقطت الحكومة ، كان هنالك ممارسات تنافي هذا الثلاثي " المساواة ،



الإخاء ، العدل " حتى الأوربيون والفرنسيون تكلموا عن تلك الممارسات ومنها على



سبيل المثال قتل حراس سجن باستل وإعدام الحاكم وزوجته بدون محكمة عادلة !



فالشعب الثائر هو من حكم عليهم بالإعدام ولا يصح هذا مع " العدل "



الثاني : حينما دخل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً ظهرت كل المعاني



السامية من المساواة والإخاء والعدل والعفو ! ولم يقاتل المسلمون إلا من قاتلهم



بتوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم ، بل وأكرم أمير مكة " أبو سفيان " بأن



قال من دخل دار أبو سفيان فهو آمن !






هنا ملاحظة مهمة جداً وفرق كبير بين الإسلام والليبرالية



القيم والمثل الليبرالية من منبعها في الحقيقة ليست أصيلة ! وضعوا خطين تحت ليست أصيلة ولذلك نرى الكثير من الممارسات التي تتنافي مع مبادئها



مثل سجن غوانتانامو وأبو غريب ودعمهم لإسرائيل والنظام الرأسمالي أصلاً



ليس فيه لا مساواة ولا عدل !




ولا حظوا أن القيم الإسلامية من منبعها فيها أصالة وضعوا عشرة خطوط تحت كلمة أصالة .إذاً من أعظم الفروق التي خلصت إليها هذا الفرق الكبير والشاسع وهو



قيم ليبرالية ليست أصيلة وقيم إسلامية أصيلة ، ومنبع القيم الإسلامية هو القرآن



الكريم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، بينما منبع القيم الليبرالية هي أفكار إنسانية



يصيبها ما يصيبها من الطبيعة البشرية الناقصة .