أخي الفاضل / تورش ..
الأصل أن التوحيد قسمان علم، وعمل "فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك"
العلم: معرفة أن الله هو الخالق المربي الرازق السميع العليم المحيي المميت....وهذا توحيد الربوبية ويدخل فيه توحيد الأسماء والصفات ويدخل فيه توحيد الحاكمية أي أن الله هو الحاكم...
العمل يأتي بعد معرفة ذلك فالخالق الذي يتصف بكل هذه الصفات هو المستحق للعبادة...وهذا هو توحيد الألوهية أو الطلب أو القصد ...
عصر الصحابة لم يصنف فيه العلوم، ولم تحصل عندهم خلافات كما حصل لمن بعدهم..ولم تكن عندهم مصطلحات .. التآليف أتت في العصور التالية.. ألف ابو حنيفة كتاب الفقه الأكبر وكان يحتوي على العقيدة..ثم على مر العصور استقل كل فن وتشعب الفن الواحد إلى أقسام... وفي كل خير..
ولما ترجمت كتب اليونان كانت الفلسة مقسمة إلى ستة أقسام من ضمنها قسم الإلاهيات... وهو الكلام في ذات الله سبحانه وفي صفاته... وكان اعتماد الفلسفة العقل ، والعقل لا يدرك نفسه فكيف يدرك خالقه...بدأ الخلط في الصفات بعض الفرق نفتها كالمعطلة.. وبعضهم شبه الخالق بالمخلوق... وبعضهم أثبت بعض الصفات وأول بعضها.....ألخ
عندها كتب العلماء عن جعلوها قسما لأهمية الكلام عنها ولرد الشبه والبدع... وهذا من فهمهم لعصرهم.
وابن تيمية لما أت كان الخلاف قوياً في مسائل الأسماء والصفات فكانت أكثر كتبه في العقيدة وفي الأسماءوالصفات بالذات...وهذا من فهمه لعصره.
كما أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لما بدأ دعوته وجد الشرك قد ضرب بأطنابه في الجزيرة ، جعل جل تآليفه عن الشرك العملي واللفظي والذرائع الموصلة للشرك...
وانقل لك بعض النقولات من كلام العلماء ليطمئن قلبك:"ولذلك وجدنا من السلف كما ذكره الإمام ابن القيم وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أن التوحيد ينقسم إلى قسمين، وقد أومأ إليه الإمام الطحاوي رحمه الله: 1- توحيد الإثبات والمعرفة.
2- توحيد القصد والطلب.
ومن العلماء من قسمه القسمة الثلاثية: 1- توحيد ألوهية.
2- توحيد ربوبية.
3- توحيد أسماء وصفات.
ومن العلماء من جعله قسماً واحداً.
ومن العلماء من جعله ثلاثة أقسام بمسميات أخرى، ونقول: سمه ما شئت ولكن لا تخرج عما دل عليه الكتاب والسنة." شرح لامية شيخ الإسلام ، لعمر العيد ، الدرس 19 ، موجود في المكتبة الشاملة.
وقال الشيخ الغنيمان:""المقصود أن أقسام التوحيد ثلاثة أو اثنان إن شئت" ثلاثة مع قسم الأسماء والصفات ، واثنان الربوبية والألوهية، وتدخل الأسماء والصفات في الربوبية.
الدرس رقم 142 موجود في المكتبة الشاملة
إطلالة: لو نظرت في كتب العقيدة لوجدت أنها مؤلفة عن أخطاء الناس في ذلك العصر الذي ألفت فيه.. فهي تحمي من الزلل..ولكن لا تجد العقيدة الكاملة إلا في القرآن والسنة الصحيحة...
للتوضيح: يعني لو كان في أحد العصور أخطاء في الصلاة وألف فيها.. وفي عصر بعده أخطاء في الصيام وألف فيها... هذه الكتب تحمي من الأخطاء ولكن لا تعطيك الفقه الكامل.
الكلام طويــل وأنا بطيء الكتابة ولكن أرجو أن أكون أشبعت نهمتك أخي تورش .. وإذا أردت الإستزادة فحياك الله في أي وقت نجلس سوياً ونستفيد من بعضنا.
الله يرضى عليك ، ويغفر لنا ولك.
مواقع النشر (المفضلة)